الأحد، 10 أكتوبر 2010

خنفروشتين..وسارة

عمتم صباحا/مساءً ..
يسألني الكثيرون عن إصداراتي الجديدة في معرض الكويت الدولي للكتاب والذي ينطلق الأربعاء المقبل 13 أكتوبر ويستمر حتى 23 منه في أرض المعارض الدولية في مشرف ..
.
ولأن الزملاء والقراء لهم حق علي ومجرد سؤالهم تشجيع وتاج على رأسي..
.
أود التنويه على أنه من المخطط أن يكون لي إصداران هذا العام بإذن الله..
.
الأول يمثل تجربة جديدة بالنسبة إلي..حيث هي قصة اجتماعية عاطفية تحمل عنوان "سارة"
.
والثاني عبارة عن الجزء الثاني من خنفروش..الاجتماعي الساخر..
.
والفرق بين خنفروش الأول والثاني باختصار جاء في ما نشر في هذه المدونة تحديدا..
.
حيث تضمن الأول بعض ما نشر فيها..ما حرم شريحة من زوارها من متعة قراءة كتاب كامل جديد لم يسبق عليهم الاطلاع على موضوعاته..
.
أما الثاني فهو جديد كليا بالنسبة للجميع بإذن الله.. :)
.
حتى لا أطيل أكثر..أتطلع لسماع رأيكم في الغلافين..مع واحد من موضوعات خنفروشتين الذي يتحدث عن حكاية الغلاف تحديدا..
.
متمنيا التوفيق للجميع وعدم البخل في الآراء!! :)
.
.
___
.
حكاية الغلاف
.

. يقولون أن الكتاب يُعرف من عنوانه(1) ، ويقولون أيضا أن غلاف الكتاب هو ما يجذب القارئ لأخذه من على رف المكتبة والاطلاع – أو التعرف – إليه ، فإن أعجبه محتواه لاحقا وفق الله بينهما بالحلال، وإن لم يعجبه لعن اليوم الذي اقترن فيه!(2). وبما أن ما سبق..إذن أن.. أعتقد نصف القراء ندموا على إضاعة وقتهم في قراءة ما سبق لأني كتبت جملة من مناهج الرياضيات أدامها الله.. لذا سأعيد صياغتها..على أمل أن تعطف علي المطبعة وتوافق. كلاكيت ثاني مرة.. يقولون أن الكتاب .. هل تتوقعون أن أعيد حقا صياغة الجملة السابقة؟ عودوا لقراءتها بأنفسكم من فضلكم بلا كسل..سأضع نقاطا وأصل مباشرة إلى .. قرأه فيه! ولأن كتابي المصون هذا ذو الجوهر المكنون والأم الحنون (لا ادري ما العلاقة) قد ظهر إلى النور مزركشا بصوري الجميلة على غلافه، فلا بد من التوقف قليلا مع قصة هذا الغلاف اللطيف الظريف العفيف النظيف الخفيف(3). هاتفني (تشعرني هذه الكلمة بقدرتي الفائقة على الترجمة..ولنا وقفة لاحقة مع هذا الموضوع)(4).. هاتفني الزميل المصمم المخرج المبدع(5) المهندس شريف محمد ذات ليلة ظلماء..وطلب مني مجموعة من الصور كان قد رآها على موقع الفيس بوك(6) أؤدي فيها حركات متنوعة (لاعب سيرك مو أحمد) ، وعندما سألته "لمازا يا هازا" قال أنه يريد تجربة شيء ما! يا سلام..الآن فقط شعرت بما يشعر فيه الفأر أجاره الله.. المهم أنني أرسلت له بضع صور كما أراد، ولأني كما تعلمون أمارس هواية "الاستعباط" منذ صغري(7) فقد أرسلت له صورا أخرى من باب المزاح..من بينها تلك التي أضع فيها فوطة بيضاء على رأسي. وبعد لحظتين..ودون أن يراني.. ويعرف الشوق الذي اعتراني.. آسف اندمجت بأغنية لماجدة الرومي.. وبعد يومين..أرسل لي الغلاف المذكور سيء الذكر الماثل أمامكم! بدايته حسبته يمزح..هل حقا تريدني أن أعتمد هذا الغلاف؟ "اعتمده طبعا..وما تعتمدوش ليه؟"(8) ولكن صورتي مكررة فيه وملعوب فيها كما يلعب الطفل بلعبته الجديدة!(9) "وفيها إيه يعني؟ منتا كتابك ساخر!" هنا فقط تذكرت الزميل الكاتب السعودي محمد سعد القويري وهو يكتب عن ذلك الصديق الذي يتوقع أن يكون الكاتب الساخر مبسوطا دائما!(10) فلا يتوقع منه يوما بث الهم أو الحزن أو الشكوى. قلت : يعني ساخر يا باش مهندس تقوم تعمل فيا كدة؟ فرد علي منتحلا هوايتي المفضلة "وآنا عملت فيك إيه يا راجل؟" لم أملك جوابا إلا ما طرأ لحظتها على ذهني، فقلت له "إنتا عارف عملت فيّا إيه؟ عملت فيّا زي ما قال سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت.. رحت المدرسة لوحدي درستني برضو مفهمتش حاجة قمت مهزأني كلمة مني على كلمة مني قمت لاتعني قلمين ورافضني أسبوع..وأديني قاعد لكم"! أطلق الباش مهندس ضحكة خبيثة أكاد أجزم أن صفارها ظهر إلي من الهاتف..ثم قال بثقة متناهية "إنتا بس اسأل اللي حواليك وشوف حيقولولك إيه".. تيقنت أنه يريد "التمصخر" علي..فآثرت أن آخذه على قدر عقله كما يفعل هو معي وأطلب من أي مصمم آخر أن يصمم لي غلافا جديدا لأعتمده..لاسيما أن الباش مهندس شريف مصر على أن الغلاف رائع ومتعوب عليه ولن يغير منه شيئا! ولأن إبليس لعنه الله شاطر(11)..فقد وسوس لي أن أستشير بعض أقرب الناس إلي في الغلاف "الغشمرة" الذي أرسله إلي.. فبدأت أسألهم الواحد تلو الآخر..وكلما أردت منهم العون وجدتهم علي فرعون! المهم أن الجميع تقريبا كان معجبا وموافقا على هذا الغلاف..فبات رأي العروس ليس مهما..طبعا العروس أنا تعبير مجازي وإلا فإن الساعة اقتربت حتما! نعم..كان الغلاف صادما للكثيرين..ولكنهم في نفس الوقت يؤيدون اعتماده لكون الكتاب ساخرا..يا لفداحة ذنبي! حاولت التهرب من خلال القول أن الله يحب التواضع..ووضع صورتين لي على الغلاف يعني بلا أدنى شك الغرور.. فسحقني أحدهم بردّه "شايف ويهك إنت؟ بروحك جيكر ومسوينك كاريكاتير بعد؟"!(12) يا الله.. الانتحار حرام..ماذا أفعل بهذا الصديق الذي لا يعجبه وجهي؟ "أخاف صج هامني رايك"..هكذا طبيعتي الذكورية العنادية جعلتني أرد عليه..فتوكلت على الله واعتمدت الغلاف عنادا فيه..متخيلا نفسي من الداخل براد بيت الخليج.. أما الآن وقد طُبع الكتاب أدامه الله..فليس أمامي سوى حلّين أرجو – قراءنا الكرام – أن تساعدوني في أحدهما.. الأول هو أن تخرجوا بمظاهرات حاشدة في كافة أنحاء المعمورة..بالطبع أستحق ذلك.. مطالبين بمنع الكتاب ووقف طباعته وسحبه من الأسواق نهائيا منعا للتلوث البصري..فضلا عن إرسال ملايين الرسائل الالكترونية والإيميلات وحتى البرقيات ورسائل حمام الزاجل إلى الأمم المتحدة(13) والبيت الأبيض والرئيس الأسمر والديوانية الزرقاء وكل من تسول له نفسه التحرك لأجل قضيتكم العادلة..مطالبين بوقف هذه المهزلة الأخلاقية التي تحدث في أمتنا الإسلامية العظيمة(14)! أما الثاني فهو أن تفضحوا المصمم المدعو المهندس شريف ابن محمد على ما فعله بي وبكم..فهو وإن كان "هزّأني" بأدب وذوق رفيع كعادته في هذا الغلاف..إلا أنه خدعكم فيه أيضا.. كيف؟ ليس فقط أنه جعل أنفي الطويل عريضا أيضا..وليس لأنه جعل شكلي فيه أحلى من الواقع(15) بل لأنه حوّل "الفوطة" التي أضعها فوق رأسي إلى غترة "شريمبة"! (16) فمارس الخداع والتدليس على هذا الفتى البريء الماثل أمام سيادتكم..والذي يلتمس منكم العدالة والوقوف في صفه جنبا جنبا..وإلا فالويل لكم! . . . . (1) الأصل أن المكتوب أو الرسالة تُعرف من عنوانها..وسبب التحريف أنه يجوز للكاتب ما لا يجوز لغيره! (2)نتكلم هنا عن كتاب لا عن زواج..لا تفهمونا غلط! (3)هذه الكلمات لم تكن موجودة أصلا..وأضافها المخرج الذي صمم الغلاف بنفسه على مزاجه! (4) لاحقة بمعنى في الجزء المقبل؟ ربما..إن كان هناك جزءاً مقبلا أصلا! أو استنتجوها بأنفسكم وأريحوني! (5)هذه المرة أصفه بذلك حقا لأنه يستحق! (6)ارجع لموضوع شخابيط على الطوفة لتتعرف عليه. (7) معقول لم تشتري الجزء الأول بعد منذ طلبت منك ذلك في المقدمة؟ اخص عليك! (8) اللهجة المصرية أظنها لا تحتاج إلى ترجمة..والنبي : ) (9) يا سلام على الاستعارة المكنية..أو التشبيه..أو الاستعارة الحلمنتيشية..اختر الإجابة الصحيحة! (10) بالمناسبة..صدر للزميل القويري تزامنا مع هذا الكتاب كتابه الأول بعنوان "قويريات" .. وهو حقا يستحق القراءة لمن أعجبه هذا الكتاب..وهو أيضا منشور لدى نفس الدار..بلاتينيوم بوك..أحلى دعاية سعادة المدير العام جاسم أشكناني؟ (11) أين هو عنا أيام الدراسة..لعنه الله! (12) جيكر: قبيح..وهو اسم الورقة الأكبر في ورق اللعب. (13) الأمم المتحدة: مجموعة دول العالم التي لا نعلم لماذا تُعتبر متحدة! (14) ذكِّروني عن ماذا كنت أتكلم؟ (15) والحكم هنا لكم..ماذا؟ أنا غلطان؟ شكرا شكرا على هذا الإطراء! (16) الفوطة: المنشفة، شريمبة: طريقة وضع الغترة كما في صورة الغلاف.