الخميس، 30 يوليو 2009

خالد .. مجاهد

لم تكن زيارتي الأخيرة إلى مصر قبل حوالي سنتين مجرد مهمة صحفية تضاف إلى رصيد المهمات الآخذ بالتزايد .. فقد تخلل الأيام الثلاثة التي قضيتها بين ربوع الساحل الشمالي والاسكندرية التعرف وجها لوجه بشخصية كنت أتوقع إلى حد اليقين أن يبقى الود بيني وبينها خالدا .. وأعني هنا الشاب الجامعي " الجدع " بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. خالد .
.
وخالد توضيحا للقراء الأكارم الذين أتوقع أن معظمهم لا يعرفونه هو شاب في مقتبل العمل .. لم ألتق فيه من قبل ولم أسمع فيه سوى من خلال الرجل الذي علمني الأصول المهنية للصحافة في وقت كنت أرى فيه العلوم البيولوجية هي كليتي ومستقبلي .. ففتح عيني على بواطن الأمورالصحافية والحياتية بحنان الأب الذي افتقدته مع بلوغي السنة الرابعة من العمر لوفاة والدي رحمه الله .. فكان الاحتضان الأبوي الذي يشعرك بالتعويض .. وكنت كما آمل الابن في الغربة الذي يخفف عن الرجل معاناته .. والرجل المقصود هنا وإن رفض المديح والثناء كعادته فإنني سأخالفه على غير عادتي .. وأقصد السيد المهندس والصحفي الذي قضى 30 عاما في الكويت مجاهد عابدين .
.
والسيد مجاهد كما يقال له من اسمه نصيب .. كنت أظن ذلك قبل مدة بعدما عرفت جهاده العريض في الحياة وتجاربه التي تستحق أن تدون في مجلدات ليستفاد منها كتجارب إنسانية .. إلا أنني لم أشعر بعظمة جهاده إلا قبل أيام .. حينما هاتفته فوجدته في مصر لسبب لم يفصح عنه .. فظننت أنه اشتاق لحبه الذي يهواه كما يهوى الكويت حتى النخاع .. وتمنيت له العودة بالسلامة .
.
حتى هنا كان كل شيء طبيعيا .. ولم أدرك مع قولي له " تعود بالسلامة إن شاء الله " أنه كان يذرف الدموع حزنا وألما .. وأنه كان يتمنى هذا الدعاء لولده البكر خالد .. خالد " الجدع " الذي لم يتركني طوال زيارتي إلى مصر وأبى إلا أن يجسد كامل معاني الرجولة والشهامة .. أما لماذا يبكي وابنه تزوج واستقر قبل بضعة أشهر فهنا كانت الصاعقة .. حيث أصيب خالد بسرطان في العامود الفقري - أبعد الله الأمراض عن الجميع - يؤثر على عدد من أعضاء الجسم الأخرى ولا ينفع معه العلاج التقليدي !
.
خالد ؟ الشاب الطيب ؟ لماذا يا الله ؟ اللهم لا اعتراض على قدرك ولكن نسألك اللطف فيه .. أنت أعلم بمن تبتلي وبمن تمهل .. ولكنه شاب في الخامسة والعشرين من عمره .. وهو ملتزم بما أمرته فيه باعتدال .. فاعذرنا يا إلهي عندما نحزن ونتساءل عن سبب اختياره ليصاب بالمرض النادر في موقعه .. حيث يصيب فردا بين كل 10 ملايين .. سبحانك إنك الحكيم ونحن الجهلة .. سبحانك إنك علام الغيوب ونحن الفقراء إليك .. وسبحانك إنك القادر على شفاء كل الأمراض فلا تنس من لم ينساك .. اللهم آمين .
__
أخواني وأخواتي القراء ..
اعذروني إن كان مقالي اليوم بكائيا .. واعذروني إن ضيقت صدوركم أو أحزنتكم .. لكن من يعرف شابا بهذا الصفاء ثم ينظر ماذا ابتلاه الله لا يملك إلا أن يحزن .. منذ أيام والحزن يكتم أنفاسي .. والكآبة تعلو وجهي .. فما مصيبة خالد إلا إحدى المصائب والابتلاءات التي ابتلاني فيها الله خلال الأيام القليلة الماضية ليخفف جبال الذنوب من على ظهري .. ولعلها أكبر المصائب تأثيرا .
.
اعذروني أيضا إن كانت كلماتي مبعثرة .. أو أفكاري مشتتة .. فهو الصديق والأخ الذي رغم قلة لقاءاتنا تمنيت أن يديم الله عليه نعمه الوفيرة .. ولكنه اليوم يصارع المرض الخبيث دون أن تبدو بوادر حلول .. فالإبرة الواحدة تكلفتها عشرات آلاف الجنيهات وسط ظروف مادية صعبة - طبعا - لوالده الذي لم يأكل يوما سوى بالحلال .. والعملية غير متوافرة سوى في أوربا .. وإن قدر الله ونجحت فستكون النتيجة الأفضل استئصال المرض وبقاء خالد مقعدا على الكرسي !
.
اليوم لا بسمة في المقال .. واسمحوا لي أن أطلب منكم الوقوف مع هذا الشاب المريض جسدا القوي معنويا .. فمن امتلك الدعاء فليدع .. ومن أراد المساهمة بوسيلة أخرى فليتقدم دون تردد .. ومن يعتقد أن المساهمة في نشر قصته عبر الإيميلات أو المدونات أو حتى الإشارة إلى هذه المدونة فأتمنى ألا يبخل .. فأصغر الأعمال في أعيننا من الممكن أن تكون كبيرة جدا عند الله .. ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ..
.
.
أخوكم / أحمد الحيدر

الاثنين، 6 يوليو 2009

باي باي لندن .. مستحيل !

رغم التوقعات البريطانية بإصابة 100 ألف شخص يوميا بأنفلونزا الخنازير
. الكويتيون يضعون " باي باي لندن "
.
في خانة المستحيلات ! - توافد يومي كبير على مركز التأشيرات لاستخراج " الفيزا " - ولاء كبير لـ " فرجان " وشوارع " أجورد وأكسفورد وبيكاديلي " - السياحة والعلاج أهم الأسباب .. والقلق متروك " على الله " - التوجه إلى عاصمة الضباب عادة للهرب من " عاصمة الحرارة " - ثقة كبيرة بالإجراءات الإنجليزية مقارنة بنظيرتها المحلية كتب أحمد الحيدر : لم تثن التوقعات التي أطلقتها بريطانيا حول إصابة 100 ألف شخص يوميا على أراضيها بمرض أنفلونزا الخنازير الكويتيين عن التوجه إلى لندن خلال العطلة الصيفية ، سواء بداعي عادة السياحة التي ساروا عليها منذ عقود أو العلاج أو غيرها ، فتوافد ومازال يتوافد العديد منهم يوميا على مركز التأشيرات البريطاني لاستخراج " الفيز " والتوجه إلى عاصمة الضباب هربا من مدينة الكويت أو "عاصمة الحرارة " كما أطلقوا عليها ! وأدرج التوافد الكثيف للكويتيين ، والذي شهدته " القبس " في زيارة ميدانية للمركز ، عنوان مسرحية " باي باي لندن " الشهيرة في خانة المستحيلات ، بعد أن أثبت المواطنون ولائهم لـ " فرجان " وشوارع " أكسفورد " و" أجور رود " و " بيكاديلي " كمقرات بيات صيفي مؤقتة . وكانت كلمة " على الله " الحاضر الأكبر بين معظم من التقيناهم ، فيردون على تساؤلاتنا حول قلقهم من الإصابة بالمرض بهذه الكلمة ، فيما بدت الثقة بتوافر العلاج في حال الإصابة ظاهرة على فئة غير قليلة . وقال نديب الرشيدي ، الذي يصطحب عائلته إلى لندن لعلاج أحد أفرادها ، أن التقارير الطبية أثبتت أن نسبة نجاح العملية الجراحية هناك تبلغ 80 % ، فيما بلغت في أحسن الأحوال بالدول الأخرى 50 % فقط ، ما دفعه لاختيار العاصمة البريطانية وإن كان فيها نسبة الخطورة . وأضاف الرشيدي " بصراحة رايحين متوكلين على الله .. وما هو مكتوب أن يصيبنا فسيصيبنا أينما كنا " ، مستدركا أن السفر للعلاج ضرورة لا يمكن التخلي عنها . أما محمود الموسوي فأوضح أنه ينهي إجراءات حصول شقيقه الأصغر على التأشيرة ، مجيبا على تساؤلاتنا حول قلقه من أنفلونزا الخنازير " لست قلقا كثيرا .. فشقيقي شاب يافع ، وما أعرفه أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للمرض " . واستدرك الموسوي أنه معتاد على السفر إلى أوربا عامة وإنجلترا على وجه الخصوص خلال فترات الصيف ، موضحا " بالنسبة لأخي سيذهب لتحسين مستواه في اللغة الإنجليزية ، حيث سجل في أحد الفصول هناك ، وكإجراء إضافي فقد آثرنا أن يكون في مدينة مانشستر بدلا من لندن " . وأشار سعد الكندري إلى أنه يزور العاصمة البريطانية ضمن جولة أوربية تمتد حتى شهر رمضان ، موضحا أنه لا يحتمل البقاء في الكويت خلال فترة الصيف بسبب الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة . وذكر الكندري أنه لا يتوقع اختلافا في انتشار المرض بين بريطانيا وبقية دول أوربا ، مبينا أن المرض في حال تفاقم وانتشر فإنه سيصل العالم أجمع ولن يكون محدودا في دولة واحدة . وخلص حديثه مازحا " يمعود على الأقل لو انتشر المرض لا سمح الله .. فسيكون العلاج متوفرا هناك قبل هنا .. فلماذا نعود إلى الكويت ثم نسافر مجددا للعلاج ؟ " . وأوضح محمد العنزي أنه مطمئن للإجراءات التي تتخذها بريطانيا للوقاية من المرض أو علاجه أكثر من اطمئنانه للإجراءات الكويتية " الضعيفة " حسب وصفه ، مستشهدا بعملية التفتيش التي تجرى لزوار مركز التأشيرات في الكويت والتي تمنع حتى إدخال علبة السجائر ويمر فيها المراجع على أجهزة كشف أمني . واستطرد العنزي أنه يزور إنجلترا للمرة الأولى بعد أن سمع عنها كثيرا من أصدقائه وأقاربه خلال الفترة الماضية ، عارجا على موضوع التأشيرات بالقول " والله يا ليت تنضم بريطانيا للاتحاد الأوربي وتستخرج فيزا الشنغن لهم جميعا حتى نرتاح " ! أما هاشم بهبهاني فقال أنه لم يتردد في التوجه إلى لندن بعد التوقعات البريطانية بارتفاع أعداد الإصابة بانفلونزا الخنازير ، مستدركا أن بريطانيا ضربت مثلا جليا في الشفافية واحترام العالم عندما أعلنت عن توقعاتها الكبيرة ، بعكس الكثير من الدول التي تتكتم على هذه التوقعات ، فضلا عن دول ليس لديها توقعات أو إجراءات أصلا ! ولفت إلى أنه يسافر بشكل دوري إلى العاصمة البريطانية وغيرها من العواصم الأوربية في سبيل السياحة ، مبينا أنه سينتهز فرصة تواجده هناك لحضور إحدى مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ! ___

نقلا عن " القبس " الكويتية ;p

___
السؤال لكم زملائي الأفاضل حول موقفكم بعد هذه التصريحات .. وهل تؤثر على قراركم في السفر إلى هناك من عدمه ؟