الاثنين، 20 ديسمبر 2010

google وحكومتنا

بعد مقارنة تغليظ عقوبات الإعلام بوهن عقوبات "الأغذية الفاسدة" Google حائرا: لا ندرك اللغة التي تتكلم فيها الحكومة الكويتية! . . . . . أحمد الحيدر لا يتفق علماء اللغة على عدد محدد للغات التي يتحدث فيها شعوب الأرض في الوقت الحاضر، وتقول بعض المراجع أن عدد اللغات يتراوح ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن العدد الحقيقي يتراوح ما بين ثلاثة آلاف وعشرة آلاف لغة، فضلا عن اللغات غير المنطوقة مثل لغة الحب ولغة المنطق ولغة العقل ولغة الأرقام! . هكذا أجابنا محرك البحث العالمي على الانترنت "google" عندما وجهنا إليه السؤال، مع استعداده التام لتعداد أسمائها وتاريخها ومواقعها الجغرافية واستخداماتها وغيرها، لكنه تجمّد عاجزا عندما سألناه عن اللغة التي تستخدمها حكومتنا الموقرة في مسألة العقوبات التي تفرضها – أو تطالب بفرضها – في القوانين! . فلم يستطع "google" ولا مئات بل ربما مئات ملايين العقول التي تشارك فيه أن تفسر طلب الحكومة تغليظ العقوبات في قانون المرئي والمسموع لتصل إلى 300 ألف دينار كويتي، في حين لا تساوي عقوبات الشركات التي هرّبت آلاف الأطنان من المواد الغذائية الفاسدة المضرة بصحة المواطنين سوى 500 إلى ألف دينار فقط لا غير! . ولا يختلف اثنان على أن الحكومة تملك الحق في طلب ما تشاء من قوانين وتعديلات تتناسب وحفاظها على الأمن العام ووحدة المجتمع، لكن أن تستخدم ذلك كذريعة لمحاربة خصومها السياسيين أو تكميم الأفواه أو تقليل الحريات العامة فهو أمر لا يقبله أي منصف، لاسيما مع تصاعد وتيرة المواجهات في الأيام القليلة الماضية. . شتان بين أن تطبق جهة حكومية ما القانون، وأن تستغل أخرى الحدث لتمرير أجندات بعيدة عن روح الدستور الكويتي الذي كفلت مواده حرية التعبير، كفلتها حين كانت دول كثيرة في المنطقة والعالم تعاني من الديكتاتوريات وقمع الشعوب، بينما اليوم شهدت كثير من هذه الدول انفتاحا – إجباريا أو اختياريا كان – نحو الديمقراطية، في الوقت الذي نخشى على ديمقراطيتنا من التراجع للخلف، سواء بسبب الحكومة أو ممارسات بعض النواب. . ولعل ما يثير حنق معارضي هذا التوجه الحكومي أنها – أي الحكومة – أصلا لا تجيد تطبيق القوانين، أو بمعنى أدق تطبقها حين ترى فيه مصالحها، وتغض النظر عنها حين يكون المتضرر منها خصومها السياسيين، لتحشر الدولة في معمعة الفوضى المؤدية في نهاية المطاف إلى إحباط المواطن وإفقاده الثقة بحيادية النظام الاجتماعي الذي يعيش فيه، وهو ما يعكس ركوبه موجة مخالفة القوانين وتكريس مبادئ الواسطة والفساد الإداري التي تحولت إلى مارد يحتاج جيشا جرارا من النية أولا والإخلاص في العمل والعدالة ثانيا لمحاربته والقضاء عليه. . ولا تتحمل الحكومة وحدها مسؤولية التناقض الصارخ الذي بتنا نعيش فيه، فالأصل أن الحكومة مجرد سلطة تنفيذية تؤدي واجبها في تطبيق ما تراه الأمة، مصدر السلطات جميعا وفق الدستور، والممثلة بأعضاء البرلمان، لكن إن كان الكثير من هؤلاء النواب يفتقدون إلى بوصلة الأولويات السليمة، فلابد أن يكون لدينا حكومة بهذا المنهج من التعامل، وعلى رأي الأخوان في بلاد الشام "هيك مجلس بدو هيك حكومة". . وليس معلوما الوقت الذي ستستغرقه الحكومة حتى تدرك وجود مصطلح اسمه "الانترنت" يمكن للجميع فيه بث ما يشاء وقت ما يشاء، فعلى ما يبدو أن بعض مسؤوليها لازالوا يعتقدون أننا نعيش في تلك العقود التي لا يملك المواطن فيها سوى "القناة الأولى" في تلفزيون الكويت الرسمي، فيبثون فيه ما يشاؤون ويمنعون ما يشاؤون، وهذه ليست دعوة لإلغاء الرقابة نهائيا، بل علينا "تهذيبها" لتكون موائمة للمخالفة القانونية، لا أن نستغل ظروفا استثنائية طارئة تمر فيها البلاد لتمرير عقوبات مغلظة قد تكون أقرب إلى الإجحاف.

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

تعددت المعاني..والمأمأة واحدة!

من المتعارف عليه أن لكل كلمة في اللغة العربية معنيين: الأول اصطلاحي ويجسد المعنى المباشر للكلمة، والآخر لغوي يفسر معناها حسب موقعها من الجملة. . فعندما يصف الرجل المرأة مثلا بأنها "لوحة"، فإن وجه الثناء يكون فيها حينما يتبادر إلى ذهنها أنها شيء ثمين أو نادر أو ألوانه زاهية كاللوحة ، أما إذا ما فطنت إلى دهائه ومكره، واستوعبت أن مقصده "أنك جماد بلا إحساس" فإن له كل الويل والثبور! . وبعيدا عن "اللوحة"..عفوا المرأة وقضاياها المتشعبة، يحتل "الخروف" في موسم العيد غالبا صدارة الموضوعات المتداولة بين المواطنين، ليس لأنه "الأضحية" التي تأخذ موقعا استراتيجيا على سفرة أي منزل كبير تتجمع فيه العائلة الممتدة، بل لأن له معان لغوية أخرى كثيرة تجعل منه حاضرا وبقوة. . فعلى المستوى الاجتماعي، لا يمكن تفويت فرصة التندر على الرجل "الخروف"، ذلك الذي ينطبق عليه المثل الشهير "سكّانه مرته"، فيشكل فرصة للحاضرين للترويح عن أنفسهم المثقلة بالعمل أو المزهقة بقوانين المنع والضبط التي ملأت البلاد مؤخرا! . هذا إن كان له زوجة واحدة فحسب، أما إن كان مغامرا وله من النساء زوجتان، فإنه لا يمكن أن يتحول سوى إلى نعجة لينطبق عليه قول الشاعر:
. تزوجت اثنتين لفـرط جهلـي...بما يشقـى بـه زوج اثنتيـن فقلت أصير بينهمـا خروفـا...ينعـم بيـن أكـرم نعجتـيـن فصرت كنعجة تضحي وتمسي...تـداول بيـن أخبـث ذئبيين . أما على المستوى السياسي، فلا يمكن أن تمر أي قضية دون أن يبحث الساسة المتصيدون – وبطبيعة الحال على رأسهم النواب – عن كبش فداء يحملونه المسؤولية في أي كارثة، فاحتراق مستشفى متهالك مثلا منذ سنوات يجب أن يقدم بسببه الوزير استقالته حتى وإن كان تولى الوزارة قبل شهرين فقط، كما أن تلف وجبة غذائية في مدرسة ابتدائية تحتمله وزيرة التربية، هذا بطبيعة الحال إن كان الكبش..عفوا الوزير.. من الخصوم السياسيين، أما إن كان من "الجماعة" أو من غير "المغضوب عليهم" فإنه يصبح كما أهل مكة .. لا تثريب عليه اليوم! . على الضفة المقابلة، بعض الناس، شعوبا أو جماعات، لا يمكن أن تتحرك إلا كما القطيع، فتخضع لصراخ السياسي هنا ووعود الآخر هناك، وتهتف باسمه بأعلى صوتها، كما تردد خلفه الشعارات الرنانة، ثم تنام لتصحو على مزيد من الأحلام التي لا ترى النور أبدا، لا يهم ذلك إطلاقا، فمن صفات القطيع أن ينفذ توجيهات الراعي دون سؤال أو تفكير والعياذ بالله! . حتى الألعاب الشعبية لم تخل منذ القدم من سيرة الخروف العطرة، فكان الأطفال ، ولعل بعضهم لازال يردد خلال لعبه أغنية "خروف مسلسل هدّوه"، دون أن يدري أن ترك أو "هدّ" هذا الخروف قد يؤدي إلى عواقب وخيمة إن لم يتم إحسان السيطرة عليه! . في الشأن الوظيفي، غالبا ما يتميز الموظف "الخروف" بمكانة مميزة عند رؤسائه، فهو ينفذ دون أن يعترض، ولا يمانع في مسح الجوخ بحثا عن الرضا، لذا نجده يتسلق السلّم الوظيفي أسرع بمراحل من غيره، ويحصد الترقية تلو الأخرى دون أن يبذل مجهودا سوى "المأمأة". . حتى إن فكر الموظف الذي لا يحبذ طريق الخراف أن يحسّن وضعه المعيشي، فأخذ كما فعل الكثيرون جزءا كبيرا من مدخراته، أو اقترض من أحد البنوك "الطيبة" للدخول إلى سوق الأوراق المالية "البورصة"، فإنه غالبا ما سيجد نفسه سار كما الخروف خلف إشاعة من هذا أو معلومة مغلوطة من ذاك، ليشتري السهم الموصى به قبل أن يهوى إلى القاع بصورة دراماتيكية، فيخسر كل ما وضعه من مال وجهد وأمل..وينتهي خروفا! . إذن..هكذا الخروف له شأن كبير في أوطاننا العزيزة، لكن الغريب بعد ذلك الذل كله للخروف، وربطه ربما زورا وافتراءً بصفات الجبن والخوف وضعف الشخصية، أن سعر لحم الخروف العربي هذه الأيام يبلغ ضعف سعر اللحم المستورد، رغم أن لحم الإنسان العربي – أصلا – لم يعد يساوي عشر .. بل ربما واحد على ألف من سعر الإنسان .. غير العربي! . . * جميع ما ورد ذكره ينطبق على البعض لا الكل.

الجمعة، 5 نوفمبر 2010

الكويت دولة ذكورية..بحكم الواقع

ذات العيون التي بكت فرحا قبل أيام .. تذرف اليوم دموعها حزنا وإحباطا .. .. فما لبثت إحدى المتفوقات في الثانوية العامة أن تقيم حفلة تخرجها بنسبة فاقت التسعون بالمائة ، حتى صدمت برفض جامعة الكويت قبولها في التخصص الذي كانت تحلم فيه ، وهو هندسة العمارة ، بذريعة أن معدلها المكافئ انخفض إلى 88,3% ، وهي نسبة غير كافية من وجهة نظر الجامعة ، في حين تعد نسبة 74,2% فقط التي حصل عليها ابن عمها الذي كان حاضرا كضيف شرف في حفل تفوقها كافية لقبوله في ذات التخصص .. فقط لأنه ذكر! .. هذا الواقع المؤسف يتكرر مع حالات كثيرة من الطالبات الخريجات بنسب مرتفعة من الثانوية العامة ، ما يضطرهن إلى تغيير أحلامهن وطموحاتهن والالتحاق بتخصصات أخرى قد لا يحببنها أو يتأقلمن معها ، راضخات إلى واقع المجتمع وتحالف الدولة مع العنصر الذكري ضد المرأة والمساواة التي نادى فيها الدستور .. عقد الكويتيين جميعا . .. أكثر من تخصص ولا يقتصر الأمر على كلية أو تخصص واحد فقط ، ففي جامعة الكويت أيضا لا تقبل الطالبات في مركز العلوم الطبية ، الذي يضم كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والطب المساعد ، بذات نسب قبول الطلاب ، حيث يُقبل الطلاب لدى حصولهم على معدل مكافئ لا يقل عن 79,1% ، فيما تعد هذه النسبة غير مقنعة عند النظر إلى طلبات التقديم التي تقدمها الطالبات ، فيُطلب منهن معدل مكافئ لا يقل عن 87,15 % ، كما يتكرر الأمر في كلية الهندسة التي يدخلها الطالب بمجرد حصوله على 70% ، بينما يجب أن تنال الطالبة 80,46% حتى يتم النظر في طلبها ! .. عدوى محاربة الجنس الأنثوي ، الذي تتحالف ضده الدولة مع الذكر ، لم تسلم منها الكليات التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ، فرفعت نسب قبول الطالبات عن نظرائهن الطلاب بما لا يقل عن 5% في معظم التخصصات ، بل حتى كلية التربية الأساسية التي من المفترض أن تخرج معملين ومعلمات ليحلوا محل آلاف العمالة الوافدة التي تستقدمها البلاد سنويا في سلك التعليم لم تسلم من هذا التمييز ، فجعلت للطالبات نسبا أرفع من نظرائهن الطلاب ! .. استمرار التمييز ولم يشفع اكتساح الطالبات الكويتيات الواضح لقائمة متفوقي الثانوية العامة مقارنة بنظرائهن الطلاب الذكور لفرص قبولهن في الجامعات والمعاهد ، بل أن بعض المسؤولين اعتبروه عاملا أساسيا في التمييز الذي تمارسه الدولة ممثلة بالجامعة والتطبيقي ضد الطالبات ، فحصول 49 طالبة على المراكز الأولى في قائمة الخمسين الأوائل في القسم الأدبي مثلا ذنب لا يمكن غفرانه من وجهة نظرهم ! .. ورغما عن التمييز ، تحتل الطالبات معظم مقاعد الكليات في جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ، فتصل نسبتهن في بعض الكليات إلى عشرة طالبات مقابل كل طالب ذكر! إلا أن محاربتهن تستمر بطرق ووسائل أخرى ، من بينها تقليل قيمة مكافأة التخصص النادر لهن مقارنة بزملائهن الطلاب ، فتبلغ نصفها فقط تارة و60% منها تارة أخرى ، ليحصل الطالب في قسم اللغة الإنكليزية – على سبيل المثال – على مئتي دينار ، في حين لا تنال الطالبة سوى مئة دينار فقط ! وهكذا الأمر في بقية التخصصات مثل أقسام كلية الطب المساعد والرياضيات وغيرها . .. بانتظار الوظيفة وإذا كان بعض المتفائلين يعتقد أن التمييز ضد الأنثى يقف عند حدود التخرج ولا يمتد مداه إلى مرحلة التوظيف ، فإن لغة الأرقام تثبت بما لا يدع مجالا للشك عدم صحة آراء المتفائلين ، حيث تثبت الأرقام الصادرة عن ديوان الخدمة المدنية وجود أكثر من 12 ألف كويتية تنتظر دورها في التوظيف لدى الجهات الرسمية في الدولة ، مقابل حوالي 2800 رجل فقط . .. وعلى طريقة النسبة والتناسب ، تبين الإحصاءات أن عدد المتقدمين للتوظيف إلى ديوان الخدمة المدنية من الذكور منذ عام 1999 وحتى نهاية مارس الماضي بلغ حوالي 42 ألف رجل ، نال منهم حوالي 39 ألف و400 وظيفة بعد فترة انتظار ، أي أن نسبة المرشحين بلغت 92,8% من أصل المتقدمين ، في حين تنخفض هذه النسبة عند الحديث عن الجنس اللطيف إلى 84,8% فقط ، حيث ترشحت 67 ألف مواطنة تقريبا من أصل ما يناهز 79 ألف مواطنة تقدمت بطلب ترشيح ، ما يبين بوضوح ارتفاع نسبة المرشحين الذكور عن نظيراتهم الإناث . .. مزايا أقل موجة التمييز تستمر ضد المرأة الكويتية بعد انخراطها في سوق العمل الحكومي ، حيث الراتب يقل عن نظيرها الرجل رغم تساويهما بذات ساعات العمل والتوصيف الوظيفي ، وذلك بسبب التزام الدولة ورغبتها بجعل المجتمع "ذكري" على غير ما ينص عليه الدستور ، فتمنح المزايا والعلاوات الاجتماعية للرجل دون المرأة في محاولة لترسيخ فكرة تصر الدولة على صحتها تتمثل في أن الرجل العامل هو من يصرف على البيت ، فيما يكشف الواقع أن المرأة العاملة تنفق على بيتها في كثير من الأحيان أكثر من الرجل انطلاقا من مبدأ الشراكة في الحياة والتعاون على مصاعبها . .. المناصب القيادية بدورها أبت إلا أن تكشف لنا عن مواصلة الدولة لتمييزها ضد المرأة ، حيث تبين الإحصاءات التي أعلنت في ورشة "دور المرأة في نهضة المجتمع" التي أقامتها مجموعة نورية السداني للتنمية في جمعية المهندسين الكويتية نهاية مايو الماضي وجود 267 منصبا قياديا في البلاد ، منهم 250 يشغلها رجال ، و17 منصبا فقط يشغلنها نساء ! .. التقاعد ويشك العديد من المتابعين بأن مسألة تقليل مدة عمل المرأة وخفض سن تقاعدها فيه الكثير من الضحك على الذقون من قبل مقدمي ومتبني الفكرة الذين يدعون نصرة المرأة ، وذلك لكون تطبيقه على أرض الواقع مختلف لشرط تجاوز العمر سنا محددة قبل التقاعد كما يعلم النواب الأفاضل ولا يركزن عليه أمام الشعب حتى لا ينكشفوا ، معتبرين أن الدافع الحقيقي لهذا التوجه ليس إراحة المرأة بل إزاحتها عن كرسيها الوظيفي لصالح الرجل . .. كما لا يخفى على أي متابع مدى التكسب السياسي الذي حققه النواب الإسلاميين من تبنيهم لمثل هذه القضية ، لاسيما بعد أن خسروا الكثير إثر وقوفهم ضد حقوقها السياسية وبعض حقوقها المدنية والاجتماعية ، فكان الحل في ذر الرماد بالعيون وخلط الأوراق والمراهنة على عامل "النسيان" الذي يتميز فيه الشعب الكويتي مؤخرا . .. الرسالة والسؤال الذي لا بد من طرحه في نهاية هذا الموضوع هو : ما الرسالة التي تريد الدولة توجيهها للمرأة من خلال التعامل "الفوقي" معها مقارنة بالرجل ؟ وما القناعة التي تريد الدولة برضوخها لبعض الفئات المتعصبة في المجتمع أن تغرسها في ذهن المرأة وعامة المواطنين ؟ .. حتى نجيب على هذا السؤال ، لابد أن نربط جميع ما سبق بمقترحات نيابية من نوعية منح المرأة راتبا مقابل جلوسها في المنزل وتربيتها لأبنائها وعدم انخراطها في العمل ، ومن يدري .. لعل تحقيق ذلك يشكل خطوة إضافية نحو تحويل المجتمع الكويتي إلى طالبان الجديدة .. كما يأمل البعض . .. .. .. .. الكويتيون الخمسون الأوائل في الثانوية العامة للعام الحالي الأدبي.......................................................... العلمي طلاب.....طالبات...................................طلاب......طالبات 1............49......................................15.........35 .. .. .. أعداد المتقدمين للتوظيف في ديوان الخدمة المدنية منذ 1999 وحتى مارس الماضي ذكور............................................................إناث المتقدمين.......تم ترشيح......العاطلين..............المتقدمين......تم ترشيح.....العاطلين 42264.....39453.....2811..............79849......67745.....12104 النسبة........92,9%.......7,1%.............النسبة........84,8%....15,2% .. .. نشرت في "القبس"

الأحد، 10 أكتوبر 2010

خنفروشتين..وسارة

عمتم صباحا/مساءً ..
يسألني الكثيرون عن إصداراتي الجديدة في معرض الكويت الدولي للكتاب والذي ينطلق الأربعاء المقبل 13 أكتوبر ويستمر حتى 23 منه في أرض المعارض الدولية في مشرف ..
.
ولأن الزملاء والقراء لهم حق علي ومجرد سؤالهم تشجيع وتاج على رأسي..
.
أود التنويه على أنه من المخطط أن يكون لي إصداران هذا العام بإذن الله..
.
الأول يمثل تجربة جديدة بالنسبة إلي..حيث هي قصة اجتماعية عاطفية تحمل عنوان "سارة"
.
والثاني عبارة عن الجزء الثاني من خنفروش..الاجتماعي الساخر..
.
والفرق بين خنفروش الأول والثاني باختصار جاء في ما نشر في هذه المدونة تحديدا..
.
حيث تضمن الأول بعض ما نشر فيها..ما حرم شريحة من زوارها من متعة قراءة كتاب كامل جديد لم يسبق عليهم الاطلاع على موضوعاته..
.
أما الثاني فهو جديد كليا بالنسبة للجميع بإذن الله.. :)
.
حتى لا أطيل أكثر..أتطلع لسماع رأيكم في الغلافين..مع واحد من موضوعات خنفروشتين الذي يتحدث عن حكاية الغلاف تحديدا..
.
متمنيا التوفيق للجميع وعدم البخل في الآراء!! :)
.
.
___
.
حكاية الغلاف
.

. يقولون أن الكتاب يُعرف من عنوانه(1) ، ويقولون أيضا أن غلاف الكتاب هو ما يجذب القارئ لأخذه من على رف المكتبة والاطلاع – أو التعرف – إليه ، فإن أعجبه محتواه لاحقا وفق الله بينهما بالحلال، وإن لم يعجبه لعن اليوم الذي اقترن فيه!(2). وبما أن ما سبق..إذن أن.. أعتقد نصف القراء ندموا على إضاعة وقتهم في قراءة ما سبق لأني كتبت جملة من مناهج الرياضيات أدامها الله.. لذا سأعيد صياغتها..على أمل أن تعطف علي المطبعة وتوافق. كلاكيت ثاني مرة.. يقولون أن الكتاب .. هل تتوقعون أن أعيد حقا صياغة الجملة السابقة؟ عودوا لقراءتها بأنفسكم من فضلكم بلا كسل..سأضع نقاطا وأصل مباشرة إلى .. قرأه فيه! ولأن كتابي المصون هذا ذو الجوهر المكنون والأم الحنون (لا ادري ما العلاقة) قد ظهر إلى النور مزركشا بصوري الجميلة على غلافه، فلا بد من التوقف قليلا مع قصة هذا الغلاف اللطيف الظريف العفيف النظيف الخفيف(3). هاتفني (تشعرني هذه الكلمة بقدرتي الفائقة على الترجمة..ولنا وقفة لاحقة مع هذا الموضوع)(4).. هاتفني الزميل المصمم المخرج المبدع(5) المهندس شريف محمد ذات ليلة ظلماء..وطلب مني مجموعة من الصور كان قد رآها على موقع الفيس بوك(6) أؤدي فيها حركات متنوعة (لاعب سيرك مو أحمد) ، وعندما سألته "لمازا يا هازا" قال أنه يريد تجربة شيء ما! يا سلام..الآن فقط شعرت بما يشعر فيه الفأر أجاره الله.. المهم أنني أرسلت له بضع صور كما أراد، ولأني كما تعلمون أمارس هواية "الاستعباط" منذ صغري(7) فقد أرسلت له صورا أخرى من باب المزاح..من بينها تلك التي أضع فيها فوطة بيضاء على رأسي. وبعد لحظتين..ودون أن يراني.. ويعرف الشوق الذي اعتراني.. آسف اندمجت بأغنية لماجدة الرومي.. وبعد يومين..أرسل لي الغلاف المذكور سيء الذكر الماثل أمامكم! بدايته حسبته يمزح..هل حقا تريدني أن أعتمد هذا الغلاف؟ "اعتمده طبعا..وما تعتمدوش ليه؟"(8) ولكن صورتي مكررة فيه وملعوب فيها كما يلعب الطفل بلعبته الجديدة!(9) "وفيها إيه يعني؟ منتا كتابك ساخر!" هنا فقط تذكرت الزميل الكاتب السعودي محمد سعد القويري وهو يكتب عن ذلك الصديق الذي يتوقع أن يكون الكاتب الساخر مبسوطا دائما!(10) فلا يتوقع منه يوما بث الهم أو الحزن أو الشكوى. قلت : يعني ساخر يا باش مهندس تقوم تعمل فيا كدة؟ فرد علي منتحلا هوايتي المفضلة "وآنا عملت فيك إيه يا راجل؟" لم أملك جوابا إلا ما طرأ لحظتها على ذهني، فقلت له "إنتا عارف عملت فيّا إيه؟ عملت فيّا زي ما قال سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت.. رحت المدرسة لوحدي درستني برضو مفهمتش حاجة قمت مهزأني كلمة مني على كلمة مني قمت لاتعني قلمين ورافضني أسبوع..وأديني قاعد لكم"! أطلق الباش مهندس ضحكة خبيثة أكاد أجزم أن صفارها ظهر إلي من الهاتف..ثم قال بثقة متناهية "إنتا بس اسأل اللي حواليك وشوف حيقولولك إيه".. تيقنت أنه يريد "التمصخر" علي..فآثرت أن آخذه على قدر عقله كما يفعل هو معي وأطلب من أي مصمم آخر أن يصمم لي غلافا جديدا لأعتمده..لاسيما أن الباش مهندس شريف مصر على أن الغلاف رائع ومتعوب عليه ولن يغير منه شيئا! ولأن إبليس لعنه الله شاطر(11)..فقد وسوس لي أن أستشير بعض أقرب الناس إلي في الغلاف "الغشمرة" الذي أرسله إلي.. فبدأت أسألهم الواحد تلو الآخر..وكلما أردت منهم العون وجدتهم علي فرعون! المهم أن الجميع تقريبا كان معجبا وموافقا على هذا الغلاف..فبات رأي العروس ليس مهما..طبعا العروس أنا تعبير مجازي وإلا فإن الساعة اقتربت حتما! نعم..كان الغلاف صادما للكثيرين..ولكنهم في نفس الوقت يؤيدون اعتماده لكون الكتاب ساخرا..يا لفداحة ذنبي! حاولت التهرب من خلال القول أن الله يحب التواضع..ووضع صورتين لي على الغلاف يعني بلا أدنى شك الغرور.. فسحقني أحدهم بردّه "شايف ويهك إنت؟ بروحك جيكر ومسوينك كاريكاتير بعد؟"!(12) يا الله.. الانتحار حرام..ماذا أفعل بهذا الصديق الذي لا يعجبه وجهي؟ "أخاف صج هامني رايك"..هكذا طبيعتي الذكورية العنادية جعلتني أرد عليه..فتوكلت على الله واعتمدت الغلاف عنادا فيه..متخيلا نفسي من الداخل براد بيت الخليج.. أما الآن وقد طُبع الكتاب أدامه الله..فليس أمامي سوى حلّين أرجو – قراءنا الكرام – أن تساعدوني في أحدهما.. الأول هو أن تخرجوا بمظاهرات حاشدة في كافة أنحاء المعمورة..بالطبع أستحق ذلك.. مطالبين بمنع الكتاب ووقف طباعته وسحبه من الأسواق نهائيا منعا للتلوث البصري..فضلا عن إرسال ملايين الرسائل الالكترونية والإيميلات وحتى البرقيات ورسائل حمام الزاجل إلى الأمم المتحدة(13) والبيت الأبيض والرئيس الأسمر والديوانية الزرقاء وكل من تسول له نفسه التحرك لأجل قضيتكم العادلة..مطالبين بوقف هذه المهزلة الأخلاقية التي تحدث في أمتنا الإسلامية العظيمة(14)! أما الثاني فهو أن تفضحوا المصمم المدعو المهندس شريف ابن محمد على ما فعله بي وبكم..فهو وإن كان "هزّأني" بأدب وذوق رفيع كعادته في هذا الغلاف..إلا أنه خدعكم فيه أيضا.. كيف؟ ليس فقط أنه جعل أنفي الطويل عريضا أيضا..وليس لأنه جعل شكلي فيه أحلى من الواقع(15) بل لأنه حوّل "الفوطة" التي أضعها فوق رأسي إلى غترة "شريمبة"! (16) فمارس الخداع والتدليس على هذا الفتى البريء الماثل أمام سيادتكم..والذي يلتمس منكم العدالة والوقوف في صفه جنبا جنبا..وإلا فالويل لكم! . . . . (1) الأصل أن المكتوب أو الرسالة تُعرف من عنوانها..وسبب التحريف أنه يجوز للكاتب ما لا يجوز لغيره! (2)نتكلم هنا عن كتاب لا عن زواج..لا تفهمونا غلط! (3)هذه الكلمات لم تكن موجودة أصلا..وأضافها المخرج الذي صمم الغلاف بنفسه على مزاجه! (4) لاحقة بمعنى في الجزء المقبل؟ ربما..إن كان هناك جزءاً مقبلا أصلا! أو استنتجوها بأنفسكم وأريحوني! (5)هذه المرة أصفه بذلك حقا لأنه يستحق! (6)ارجع لموضوع شخابيط على الطوفة لتتعرف عليه. (7) معقول لم تشتري الجزء الأول بعد منذ طلبت منك ذلك في المقدمة؟ اخص عليك! (8) اللهجة المصرية أظنها لا تحتاج إلى ترجمة..والنبي : ) (9) يا سلام على الاستعارة المكنية..أو التشبيه..أو الاستعارة الحلمنتيشية..اختر الإجابة الصحيحة! (10) بالمناسبة..صدر للزميل القويري تزامنا مع هذا الكتاب كتابه الأول بعنوان "قويريات" .. وهو حقا يستحق القراءة لمن أعجبه هذا الكتاب..وهو أيضا منشور لدى نفس الدار..بلاتينيوم بوك..أحلى دعاية سعادة المدير العام جاسم أشكناني؟ (11) أين هو عنا أيام الدراسة..لعنه الله! (12) جيكر: قبيح..وهو اسم الورقة الأكبر في ورق اللعب. (13) الأمم المتحدة: مجموعة دول العالم التي لا نعلم لماذا تُعتبر متحدة! (14) ذكِّروني عن ماذا كنت أتكلم؟ (15) والحكم هنا لكم..ماذا؟ أنا غلطان؟ شكرا شكرا على هذا الإطراء! (16) الفوطة: المنشفة، شريمبة: طريقة وضع الغترة كما في صورة الغلاف.

الأربعاء، 29 سبتمبر 2010

أحلام الصبا

مساء/صباح الخير :)
.
لمن تفضل علي وسأل عني خلال غيابي .. فإني منهمك في التحضير لمعرض الكويت الدولي المقبل للكتاب مع الزملاء في بلاتينيوم بوك للنشر والتوزيع .. وفقنا الله جميعا .. قولوا آمين!!
.
إضافة إلى مروري بعدد من الانشغالات والمشاكل التي لا أتمناها لأحد ..
.
أما السبب الرئيسي لهذا البوست ، فضلا عن وقف طول الغياب ، فهو الإعلان عن إنشاء مجموعة خاصة على الموقع الشهير Face book تحت عنوان "حملة ترشيد استهلاك الهاتف النقال" .. وهي خطوة جادة تابعة للموضوعين المنشورين سابقا في هذه المدونة حول شركات الاتصالات .. لذا يشرفني دعوتكم للتفاعل مع هذه المجموعة أو الـ group.
.
وبمناسبة الحديث عن معرض الكتاب المقبل .. وبما أن إصداري لم يجهز بعد ، والله اعلم إن كان سيجهز أصلا ، اسمحوا لي أن أعيد نشر جزء من كتابي المتواضع السابق "خنفروش" .. فمن كان قرأه منكم ويعتبر تكراره هنا أمرا مملا أرجو أن يقبل اعتذاري مقدما ..
.
مع أفضل التمنيات دائما ..
.
_______
أحلام الصبا
. جميل أن يكون للمرء أحلاما .. والأجمل أن تتحقق هذه الأحلام .. ولكن ماذا إذا كانت هذه الأحلام على أرض الواقع غير قابلة للتحقق؟ وكيف يمكننا أن نعرف ماهية القابل منها للتحقق من عدمه؟ . والحديث عن الأحلام يجرنا دائما نحو الطفولة .. تلك المرحلة من حياتنا التي تتميز بالصفاء وحسن النية .. هناك عندما نحلم بأن نبيت ليلتنا فوق غيمة دون أن يضحك علينا أحد .. أن نركب "السعفة"ونطير إلى حيث يعيش بطلنا المفضل في الرسوم المتحركة ، فنخاطبه ونشارك في معاركه .. أو نمشط شعرها ونقيس فستانها بالنسبة للجنس الآخر .. دون أن يستهزأ بأفكارنا ومعتقداتنا أحد . . ترى لماذا باتت الأحلام اليوم مرتفعة الثمن؟ ولماذا بات "تكسير المجاديف"(2) هو السمة الغالبة لدى كثير ممن نطرح عليهم أفكارنا غير التقليدية بالنسبة إليهم؟ ولماذا يجعلون للمستحيل مقرا في عقولنا رغم أن الواقع يؤكد أن الكثير من المستحيلات السابقة تحققت؟ الوصول إلى القمر كانت فكرة تدعو إلى السخرية .. الطيران نفسه كان فكرة غبية .. رؤية الآخرين بالصوت والصورة عبر صندوق صغير يسمى التلفزيون كانت ضربا من الخيال .. كل ما حولنا لم يكن له وجود سوى في أذهان الطامحين والحالمين .. فلماذا يُزرع اليأس في نفوسنا؟ ولماذا يغيب التشجيع عن عطائنا؟ . أرجو ممن يملك موسيقى حزينة أن يشغلها فورا لأني أشعر أن كلماتي السابقة تكاد تقطر دمعا (الله هالجملة متعوب عليها) هه .. ولكن كما يقولون "بوطبيع ما يجوز عن طبعه"(3) .. ولذا فلابد من العبط والاستعباط (4) في هذا المقام السامي! . لنعد صياغة الموضوع تارة أخرى .. في طفولتنا نملك الكثير من الأحلام .. بعضها ساذج وبعضها الآخر طامح .. والمشكلة الحقيقية التي تواجهنا أحيانا أن أحلامنا تتغير بين مرحلة عمرية وأخرى .. فتارة نريد أن نكون مهندسين .. وأخرى نقود الطائرة .. وثالثة أطباء .. ورابعة قادة عسكريون عظماء .. وخامسة كاتب كبير (احم احم أعلم أن هذا سيتحقق على أيديكم الكريمة) .. وسادسة حفّار قبور(5) .. نعم ربما تكون السادسة وليس الأولى كما معظمكم لا تسغربوا .. وهكذا حتى نمتهن الكثير من المهن ونحن جالسون في أماكننا. . بالنسبة لي كانت ولازالت طموحاتي أن أكون كل ذلك .. وطبعا لأني عبقري (ما شاء الله علي) فلا يمكن أن تمضي حياتي دون أن أفعل ذلك .. ولذلك تفتقت (تفتقت .. صح ؟) فكرة رائعة حول المهنة التي يمكنني من خلالها أن أمارس جميع تلك المهن باقتدار ودون ملامة أو انطباق مثل "سبع صنايع والبخت ضايع"(6) علي .. ألا وهي مهنة التمثيل! . بدأ مشواري الفني الطويل .. ماذا .. من يعترض؟ متى صار طويلا؟ يا أخي عادي .. كل كومبارس وكومبارساية (غيرت هذه الكلمة ثلاثين مرة والمصحح اللغوي في الوورد لازال مصمما على الخط الأحمر(7) .. فعدّوها) يشعرك بأنه كذلك في لقاءاته الصحفية وصوره المفرودة فيها .. وكما يقول أحباءنا المصريين "محدش أحسن من حد" (8) .. المهم بدأ مشواري الحافل بالعطاء والإنجازات في مسرحية جامعية تحمل عنوان "المعلقون" .. وهي ذات فكرة محترمة وحبكة جميلة .. ولكن مشكلتها الوحيدة أن الممثلين عليهم البقاء والتنقل بين الحبال المعلقة في سقف المسرح وليس على خشبتها (لا ليس مثل القردة .. فهذا أسخف تفكير يمكن أن يطرأ على ذهن أحد!).. وبالتالي يحتاج الدور إلى مجهود بدني عالي وتركيز كبير لأداء الجمل بالصورة المطلوبة.. . بقينا نتمرن على المسرحية لمدة تفوق الشهرين .. وعندما أقول نتمرن فأنا اعني التمارين الرياضية المقوية للجسد قبل قراءة النص .. ثم بعد أن اشتد عودنا حفظنا النص وبدأنا البروفات استعدادا لمواجهة الجماهير (طبعا العريضة كما ذكرنا سابقا .. أو كما يصر أن يقولها صاحب حقوق الملكية الفكرية الزميل فهد القبندي) دون خوف وبقلب جامد ( في أملق(9) من جامد محطوط (10) بالفريزر؟ )..وبعد بداية حفظنا وأدائنا واجهتني شخصيا العديد من الصعوبات والعراقيل ( طبعا..وإلا لما أصبحت فنانا عظيما!) أحدها لا أستطيع استيعابه حتى اليوم .. فما هو؟ . كانت لدي جملة أردد فيها وسط سكون بضع ثوان نتيجة تعب "المعلقين" الشديد أن "الصمت يحرك فيّ شهوة النوم" .. أي أنني على وشك النوم والوقوع من على الحبل إلى الوادي السحيق .. والمفترض أن الجملة تقال بطريقة معينة كافح المخرج الفاضل لإيصالها إلى عقلي "المصدّي"() .. فكانت مشكلتي أنني كلما قلت الجملة "فطس"(11) زملائي وعلى رأسهم مصمم الإضاءة آنذاك الأستاذ فهد الفلاح من الضحك! . لم أكن أفهم مغزى ضحكهم حتى جربت ذات مرة حركة غير المجانين .. وهي الوقوف أمام المرآة وترديد الجملة .. وإذا بطريقة الإلقاء فكاهية عبطية من الدرجة الأولى .. فعرفت فورا لمَ كنت يومها "الصيدة"(12) ولماذا "قزرت"(13) على جملتي تلك! . وللحقيقة والتاريخ .. فإن الشعور الذي ينتاب الممثلون الكبار أمثالي خلال تصفيق حضور المسرحية بعد انتهائها لا يمكن وصفه .. حيث هي علامة التقدير الوحيدة المعبرة .. تماما كما الطفل الذي يبكي عندما يشعر بالجوع أو الألم .. وهكذا تنتظر التحية كتقدير مستحق على تعبك طوال الشهور الماضية .. لاسيما وأنك تتحدث عن مسرح نوعي وليس تجاريا. . أما تجربتي الأخيرة في مشواري الفني الطويل فكانت في مسرحية جامعية أخرى بعنوان "الصخرة" .. وكما هو واضح من عنوانها فإنها كما "المعلقون" لم تجعلني طبيبا أو مهندسا أو ممارسا لأي مهنة مشابهة .. وبالتالي اتجه اعتقادي لفشل فكرتي حول نجاح مهنة التمثيل في جعلي أمارس جميع المهن التي حلمت فيها بالطفولة. . تسألوني عن بقية الأدوار التي قمت فيها؟ أطلب منكم أن تعودوا لقراءة "النعي" المكتوب في بداية هذا الموضوع .. لتعرفوا أنني تحدثت عن أول وآخر عمل دون أن أملك شيئا بينهما! . المهم في هذا الحديث كله أنني عشت تجربة يكفيني شرفها .. فتعلمت منها واستفدت بصورة مباشرة وغير مباشرة .. وساهمت بطريقة أو أخرى في صقل شخصيتي وتلقيني بعض دروس الحياة .. وهو العامل الأهم من وجهة نظري .. وهو أيضا ما يجعلني لا أندم – غالبا – على أي خطوة أو تجربة أقدمت عليها .. وبالطبع أشجع من يقرأ هذه السطور المتواضعة على خوض تجارب جديدة .. وكسر نمط حياته التقليدية.
___
(2) تكسير المجاديف : بمعنى التحبيط . (3) مثل محلي ، ويعني عودة صاحب الطبع إلى طبعه القديم لاحقا . (4) العبط والاستعباط : شقيقان من عائلة الاستهبال ! (5) حفار قبور : حانوتي في بعض اللهجات . (6) مثل يقال لمن يعمل كثيرا دون نتيجة . (7) يشير برنامج Word بخط أحمر تحت الكلمة التي لا يعرف معناها أو مكتوبة بطريقة خاطئة . (8) مثل عربي . (9) أملق : أثقل دما . (10) محطوط : تم وضعه . (11) فطس : ضحك بشدة . (12) الصيدة : الشخصية التي يمسك عليها مأخذ مضحك . (13) التقزيرة : من يمضى الوقت في الضحك عليه . . عن كتاب "خنفروش"

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

حملة ترشيد استهلاك الهاتف النقال

صباح الخير إن كان صباحا .. مساء الخير إن كان مساء ً .. . :) . أقول ذلك بعد أن اكتشفت أن في إعدادات المدونة شيء اسمه إحصائيات .. وهو يبين لك من ضمن ما يبين الدول التي يدخل منها القراء الكرام على المدونة .. فاكتشفت أن بعض زوارها من دول صباحها ليلنا وليلنا صباحها .. لذا قررت توجيه التحية المزدوجة .. أتمنى ألا تسبب كلمة مزدوجة إزعاجا للبعض!! . ما علينا .. . عطفا على الموضوع السابق (طبعا تذكرونه لأنه كان منذ مدة قصيرة فقط :P ) والمعنون بعنوان شقي هو "طفح الشين يا زين" .. وتجاوبا لردود الفعل الواسعة عبر المدونة والفيس بوك والرسائل الالكترونية والرسائل الهاتفية والمواجهات الشفهية و .. بس حلاو! . عطفا على كل ذلك كان لا بد من طرح سؤال مهم .. ولكن قبل السؤال كانت الفكرة .. وقبل الفكرة كانت السكرة .. أما عن أي سكرة ونحن صيام فالناس بكل أسف نيام .. وعلم المستقبل عند العلام .. . أيضا ما علينا!! . اعتبروها مجرد هلوسة سهران!! . المهم سيداتي وسادتي القراء الكرام أن نطرح فكرة هنا كبيرة في مضمونها تحتاج جدية في تنفيذها .. هل نطرحها أم أن الهمم غير مشحوذة؟ . أرى أن نطرحها والباقي على الله .. فإن حدثت كان فيها خيرا كما نحسب .. وإن لم تحدث فلنا اجر الاجتهاد بإذنه! . الفكرة باختصار وكما أطلقها بعض الزملاء بصورة غير مباشرة تتمثل في تنظيم حملة لترشيد استهلاك الهاتف النقال عامة .. . نعم .. حملة ترشيد استهلاك الهاتف النقال .. . ولكن قبل أن نقول كيف علينا أن نجيب عن سؤال لماذا .. . لماذا؟ . 1- لأن شركات الاتصالات عامة طغت في الأرض ولا تجد من يصدها عن استبدادها مع العملاء. . 2- لأن التكاليف التي ندفعها للاتصالات ولو كانت سعر مسج واحد فقط (20 فلس كويتي مثلا) لها جهات صرف أخرى أنفع وأفضل وأثوب لمن يبحث عن الأجر. . 3- لأن اتخاذ رد فعل والمشاركة ولو بشيء يسير أفضل كثيرا من التذمر وعدم فعل شيء. . 4- لأن العمل الفردي لا يؤثر .. بينما العمل الجماعي تأثيره الإجمالي شديدا وإن استصغر أحدنا عمله الفردي ضمنه. . 5- لأن استمرارنا في السلبية يشجع شركات الاتصالات على المزيد من التمرد والاستغلال وسحب نقودنا رويدا رويدا حتى تشكل جبلا من الرويد :) 6- لآلاف الأسباب غيرها لا يسع المجال هنا لذكرها .. لكن كل منا يعرف بعضها! . حسن .. والآن نأتي لسؤال كيف .. ولكن حتى لا يزعل المرحوم لازويل مؤلف نظرية الدبليو وات الخمس (5W's ) فإن علينا أن نذكر كافة الإجابات قبل كيف .. وهي بعد لماذا التي أجبناها مرتبة كالتالي : من .. متى .. ماذا .. أين؟ . من : كل مواطن عربي يمكنه المشاركة في الحملة فعلا ونشرا .. أي أن يلتزم في ما يقدر عليه منها وينشرها بكل وسيلة يستطيعها. . متى: يمكن البدء فيها فورا .. فخير البر عاجله .. ويمكن الانضمام إليها في أي وقت. . ماذا: حملة ترشيد استهلاك الهاتف النقال .. هكذا اسمها باختصار ووضوح. . أين: في المرحلة الأولى غالبا على مواقع الانترنت .. الفيس بوك .. المدونات .. المنتديات .. وغيرها. . واخيرا وليس آخرا .. كيف؟ . 1- أكثر من الاتصال عبر الهاتف الأرضي إذا كان مجانيا (كما الحال في الكويت) أو ذا تكاليف منخفضة .. ولا تشعر بالحرج إطلاقا من ذلك لأنك تفعله عن قناعة ومبدأ لا بخلا. . 2- تجنب التحدث خلال قيادتك السيارة .. ليست لأن ذلك مخالفا لقوانين المرور فحسب .. بل لأن أكثر وقت يمكن أن تتحدث فيه لإضاعة الوقت هو أثناء قيادتك السيارة .. وبالتالي دقائق إضافية ومبالغ إضافية من حيث لا تشعر .. في حين الانتظار لحين الوصول إلى المكان المحدد يسهل عليك استخدام الهاتف الأرضي المجاني. . 3- تذكر وأنت تتحدث أو ترسل رسالة ليست مهمة الناس الجياع في العالم .. نعم هذه ليست مبالغة .. هناك من لا يجد كسرة خبز .. وأنت تعطي ثمنها لشركة اتصالات أرباحها مليارية! . 4- اعلم أن الرسالة حين تكتب بحروف عربية فإنها تستوعب 70 حرفا فقط .. وعندما تدخل الحرف الحادي والسبعين تحسب عليك رسالة ثانية .. أما باللغة الإنجليزية فحروف الرسالة الواحدة 160 حرفا .. ستقولون حتى في اللغة هناك تمييز ضد العربية؟ أقول نعم .. وهو ليس قراري ولكنه قرار شركات الاتصالات الذي يجب علينا التعامل معه بذكاء .. سواء من خلال الكتابة بالإنجليزي لمن يجيده .. أو الإنجلوعربي كما يسمونه أهل الشات الكرام. . 5-اقطع كافة الخطوط والخدمات الإضافية التي لا تحتاجها حقا .. ولا تستصغر أي مبلغ تقوم بدفعه للشركة .. وكن أبخل وأدق ما تكون حين يتعلق الأمر بالدفع لشركات الاتصالات.. . 6- لا تخف من الاتهامات بالبخل أو حسد الشركات على أرباحها المليارية .. فالبخل تنفيه القناعة بما تفعله .. والحسد تنفيه قراءة المعوذات .. ولكن ليس بالضرورة أن يكون الربح من جيوبنا وإن كانت عامرة! . 7- إذا كنت تكلم شخصا يجلس في المكتب أو المنزل .. فلا تخجل أن تطلب منه أن يتصل بك من هاتف أرضي .. وإذا حدث العكس .. أي اتصل بك شخص من هاتف نقال إلى هاتفك النقال وأنت في المنزل .. أيضا لا تخجل بأن تطلب منه معادوة الاتصال به عبر هاتفك الأرضي .. وصدقني أن ذلك سيسره وإن لم يفصح عن ذلك! . 8-قبل أن تجري أي مكالمة .. اسأل نفسك هل هي حقا مهمة أم أنها من باب التسلية .. فإذا كانت من النوع الأول فاقتصد واختصر .. وإذا كانت من النوع الثاني فامتنع. واستوعب جيدا أن الهاتف النقال أساسه خدمة احتياجنا وليس سلعة كمالية لامتصاص أموالنا! . 9- الرسائل النصية التي ترسلها في المناسبات (كالتي ستهل علينا خلال يومين بمناسبة عيد الفطر) ليس لها قيمة حقيقية غالبا لدى مستقبلها .. فإما أنه سيتهمك بالرغبة في ادء الواجب لا أكثر وعدم الاهتمام الحقيقي فيه .. وبالتالي سيمحوك من ذاكرته قبل حتى أن يمحي رسالتك من هاتفه .. وإما أنه سينساها مرغما مع كثرة الرسائل الروتينية المهنئة .. وفي الحالتين أنت لم تستفد شيئا! . 10- تذكر حين تحبط عزيمتك أي من الأسباب الستة التي ذكرت في السؤال (لماذا) أو الإجابات التي طرأت على ذهنك حتى تشحذ همتك .. ولا تدع هذه الحملة يتناقص عددها بانسحابك .. بل ادع إليها المزيد بالوسائل التي تراها مناسبة .. سواء كنت ملحدا من أنصار الإنسانية أو متدينا تبحث عن الأجر أو بينهما .. في جميع الأحوال الحملة اهدافها سامية! . وكما يقول الشاعر "تأبي العصي إذا اجتمعن تكسرا .. وإذا افترقن تكسرت آحادا" .. . 11- لا تتردد في المشاركة بالتعليق على أي موضوع يكتب حول حملة ترشيد استهلاك الهاتف النقال .. وانضم إلى المجموعة على الفيس بوك .. وشجع الآخرين على الانضمام والتقيد بالأهداف السامية للحملة .. واصنع لذاتك موقفا تفخر فيه أمام نفسك .. وابتكر المزيد من اساليب التوفير وانشرها لتعم الفائدة..ولا تتردد في نسخ هذا الموضوع إلى أي موقع إلكتروني تريده. . نهاية .. إذا اقتنعت وعقدت العزم على المشاركة في هذه الحملة فافعل ذلك بكل ما أوتيت من قوة .. وتأكد أن توفير دينار واحد فقط شهريا على سبيل المثال من كل مشترك في أكبر شركات الاتصالات الكويتية (زين) يجعل أرباح الشركة تتراجع اكثر من مليون دينار شهريا و12 مليون سنويا .. هل تتخيل الرقم ؟ وهل يمكن الوصول إليه؟ شخصيا أؤمن بذلك .. لاسيما أن معظمنا سيوفر أكثر من ذلك في حال اقتناعه بالحملة .. ما يعوض رقم غير المشاركين .. والحسبة مماثلة لبقية الشركات في كافة الدول العربية. . . ملاحظة : . العيد اقترب ..وبما أني لن أرسل مسجات هاتفية تقيدا بالحملة أرجو من الزملاء الكرام تقبل معايدتي هنا .. كل عام وأنتم بألف خير .. وعساكم من عوادة :) .

الأربعاء، 14 يوليو 2010

طفح "الشين" يا "زين"

لا تحتاج شركة اتصالات متنقلة مثل "زين" إلى بضع دنانير هنا وبضعة فلوس هناك حتى تحقق أرباحها المليارية .. كما انها لا تحتاج إلى استخدام أسلوب "النحاسة والزغالة" حتى تثبت لعملائها انها صاحبة الكعب الأعلى والممتن عليهم في تقديم خدماتها .. إلا أن بعض المواقف التي تحدث لنا تجعلنا نفكر مليا في أتفه الأسئلة ونتصور الشركة الملياربة كلص صعلوك ينتهز أي فرصة ليمد يده في جيبك أو يتبع طريقة الفأر في الثأر من الأسد .. اضرب واهرب .. فقط ليزعجك ويعنّيك ويجعلك تثبت لنفسك مجددا أنك سلبي غير قادر على اتخاذ اي موقف بشأنها !

.

إلى هنا ويبدو كل شيء عادي بالنسبة للشركة .. فتحلطم العملاء لا يهم طالما أن جيوبهم قادرة على الدفع .. والتذمر لا يضر في ميزانية الشركة شيئا .. خاصة أن الجمهور مقتنع بان المنافسين لشركة زين في السوق لا يزيدون عنها بشيء .. بل قد تتفوق عليهم في بعض الجوانب لخبرتها ومكانتها في السوق .. ولكن ماذا لو كان من بين عملاء هذه الشركة أناس "مقفلين" مثلي ويعتبرون أنفسهم أصحاب موقف حتى لو كان بسيطا .. هل يا ترى يحسب محاسبوا "زين" الأذكياء مقدار الخسائر التي قد تطال الشركة لو كثر عدد المتذمرين/المتخذين لموقف عملي مثلي؟ ليس من باب التحريض .. ولكني سأعود إلى هذه النقطة لاحقا .. أما الآن فدعوني أكتب لـ"زين" نفسها قبل القراء الكرام بعض المواقف التي وقعت خلال الأشهر القليلة الماضية مع كاتب هذه السطور .. على أمل أن يساهم القراء الكرام بالمزيد من المواقف و"يبين" في عين "زين" وتشكرنا على تنبيهها لهذه السلبيات .. على ألا يكون الشكر بطريقة قطع الخطوط !!

.

1- المكالمات الدولية : وبدايتي مع هذه النقطة لكوننا في موسم الصيف ، حقيقة لازلت أجهل أسعار المكالمات الدولية في هذه الشركة .. ولكن اتحدى كل من هو خارج البلاد أن يرد على 3 مكالمات فقط من الكويت مدة كل منها 5 دقائق .. ولينظر إلى فاتورته .. فإن لم تتجاوز الثلاثون دينارا فهناك معجزة ما !

.

طبعا مطلوب من الشركة توضيح أسعار مكالماتها الدولية للجمهور وعمل البروشورات المتعلقة بهذا الشان .. إلا أن كانت تتعمد ألا تسلط الضوء على هذه المعلومات المهمة لغاية في نفس يعقوب .. في حين تطبع عشرات آلاف البروشرات لخدمات تافهة لا تقدم قيمة حقيقية للمستهلك ..

.

2- الانترنت :
أ- بغباء شديد .. قطعت الشركة خدمة "E-Go" عن كاتب هذه السطور في الثالثة فجرا دون تنبيه أو إنذار مسبق .. ولما اتصلت معاتبا رد موظف خدمة العملاء بكل برود "عليك مبلغ 13 دينار يجب دفعه" .. بسذاجة بينت له أن أي رسالة لم تردني بخصوص عدم استقطاع المبلغ كما تفعل الشركات المحترمة .. فرد بوقاحة "ما أقول إنك كذاب لكن في رسالة دازينها من يومين .. يمكن ما وصلتك" .. طبعا بحثت جيدا في الرسائل رغم يقيني الشديد أن أي رسالة لم تصل .. فتأكدت ان كلامه مجرد ذر رماد في العيون .. طلبت منه بكل أدب أن يعيد الخدمة لعشر دقائق فقط حتى أدفع عن طريق الانترنت فرد أن هذا الأمر غير مقدور عليه (حقيقة لا ادري إن كان صادقا أم كاذبا) .. ولأن "جبدي" لم تبرد وجهت إليه سؤالا قبل نهاية المكالمة عن قيمة الفاتورة التي يجب أن أدفعها لخط هاتفي العادي الذي اتصلت منه .. فرد ببلاهة أنها 150 دينار كويتي فقط لا غير !
.
لم أشأ أن أعلق أكثر وتركته يبحث عن المنطق في قطع خط خاص بالانترنت لعدم سداد 13 دينارا فقط وترك خط عليه 150 دينارا دون قطع ! ثم توجهت للمطار ودفعت مبلغا يسد شهرين لخدمة الانرنت لأن وقفها من قبلي ممنوع حسب تعليمات الشركة قبل مرور عام .. وبمجرد انتهاء الشهرين ألغيت اشتراك وصلة الانترنت دون أي تردد غير مأسوف عليها ..
.
أخبرني أحد الأصدقاء لاحقا أنهم فعلوا معه ذات الفعل وقالوا أن الرسالة لم تصل أيضا .. ففهمت كيف تجري الأمور بالشركة ..

.

ب- ملاحظة ثانية لم أستطع تفسيرها تتعلق بالانترنت أيضا .. إذا قطع الخط في شهر يناير ثم دفعت في شهر مارس - على سبيل المثال - وبالتالي كان طوال شهر فبراير مقطوعا .. فلماذا علي أن أدفع اشتراك شهر فبراير؟ فإذا كانت الشركة مصرة على دفعه وتضمنه بالفواتير فلماذا قطعته ؟ لا ادري لماذا تدندن حاليا في أذني أغنية "يا مستبدة" !

.

3- على ذكر قطع الخطوط .. وما ادراك ما قطع الخطوط .. لدي بضعة أسئلة "غبية" أرجو أن تتحملني فيها الشركة العبقرية .. منها ما يتعلق بسبب تخفيض المدة التي يعمل فيها الخط مُستقبلا إلى أسبوع واحد فقط بعد أن كانت أكثر من ذلك .. ثم لماذا يسحب بعد شهرين فقط من قطعه ؟ وما آلية القطع أصلا أو المبلغ الذي يجب ألا نصله حتى لا يقطع الخط في حال عدم السداد لشهرين متتاليين ؟

.

والسؤال الأهم الذي لم أجد له تفسيرا هو : إذا كانت المكالمات الواردة مجانية في جميع الأحوال .. فلماذا تحجب المكالمات الواردة من خطوط أرضية فقط حتى إن كان الخط في مرحلة الاستقبال فقط .. هل تريد الشركة أن تخبرنا أنها ذكية بما فيه الكفاية لتأخذ من جيوب المتصلين بنا طالما قطع خطنا ؟ طبعا قد يقول أحدهم أن المتصل ليس بالضرورة يحمل خط "زين" .. لكن انظروا إلى حجم حصتهم السوقية وستعلمون انه غالبا سيكون من هذه الشركة الجميلة .

.

4- كشف المكالمات : قديما .. وعندما كان حجم الشركة أصغر وامكانياتها أقل .. كان كشف المكالمات الصادرة والواردة يستخرج خلال بضع دقائق مجانا عن الشهر الماضي .. فتعرف ما لك وما عليك بسهولة ويسر .. أما الآن ومع تطور التكنولوجيا في العالم وتقدم الشركة إلى الأمام فإن الكشف يتم استلامه بعد أسبوع كامل !! ويجب أن تدفع مبلغا قدره دينارين ونصف عن كل شهر .. كما يجب عليك أن تدفع كافة فواتيرك المتعلقة بالخط وإعادة تشغيله إن كان مفصولا حتى يتسنى لك معرفة مكالماتك الصادرة والواردة .. ولا ادري ما الحكمة من النقطة الأخيرة تحديدا .. لكني أعتقد انهم يتبعون نظام بعض الحكومات العربية "ادفع ثم اعترض .. واقبض من دبش" !

.

5- التعامل مع الشكاوى : أمانة فإن موظفي الشكاوى لبقون ومتحدثون جيدون .. جربتهم مؤخرا بعد أن أخبرني يوم السبت موظف الخدمة الهاتفية أن الفرع الرئيسي سيعمل يوم الأحد الموافق عطلة الإسراء والمعراج الأخيرة .. وهي معلومة مغلوطة كلفتني الخروج من بيتي البعيد والتوجه إلى الشويخ في لهيب الشمس "على خالي بلاش" .. فاتصل بي موظف عربي واعتذر عن هذا السلوك الخاطئ من زميله .. ولكن بقي في قلبي سؤال ملح .. أسفك هذا في أي بنك يُصرف؟ .. وماذا أستفيد من الاعتذار الشفهي ؟ وهل هذا هو التعويض الدائم لأخطاء موظفيكم ؟ لا تعتمدوا كثيرا على طيبة العملاء .. فمنهم من قلبه "أسود" مثل شعاركم ولا ينسى من أفسد عليه عطلته .. ولعلي النموذج الأوضح أمامكم .. لكن مثلي كثيرين ..

.

6- الخداع في سبيل البيع : لعل المقصود هنا هو بعض الموزعين المعتمدين لدى "زين" وليس الشركة مباشرة .. ولكنهم بالنهاية يمثلونها ويبيعون خطوطها هي !

.

ومناسبة هذا الاتهام الخطير هو ما كان يجري في معرض "زين" الأخير في أرض المعارض الدولية بمشرف .. فكل يقدم عروضه دون ان يوضح حقيقتها .. فيبرز الجانب الإيجابي حتى يبيع السلعة (الخط) ويظهر بصورة جميلة أمام الشركة .. أما العميل فما عليه سوى أن "يطق راسه بالطوف" إن لم يعجبه الوضع لاحقا بعد اكتشاف الحقيقة .. فهو قد وقّع على وصل البيع (نموذج طلب الخدمة) الذي لا يذكر كل تفاصيل الاتفاق المتعلقة بمجموعة التوفير بل (أهمها) بحسب ما هو مكتوب .. أما ما هو ليس مهما بنظر الشركة فعلى العميل اكتشافه لاحقا والتعامل معه كأمر واقع ..

.

وإذا كان أحدكم يستفسر عن مثال عما هو ليس مهما ذكره عند الشركة .. فأوضح أنه يتعلق بأن المبلغ المدفوع شهريا لمجموعة التوفير (ويانا) يتعلق بالمكالمات الهاتفية المحلية فقط .. أي أنه لا يشمل المكالمات الدولية ولا حتى خدمة المسجات المحلية أو أي خدمة أخرى .. بمعنى يجب عليك أن تتحدث بهذا المبلغ وتدفع مقابل أي شيء آخر .. فإن لم تتحدث فهذا ذنبك .. تدفع المبلغ المتفق عليه شهريا مضافا إليه ما استخدمته من خدمات اخرى ..

. لا ادري ما هي الكلمة المناسبة غش أم خداع .. لكني أرى الاثنتين تنفعان !

.

7- إلغاء أو بيع الخط : لا أدري حقيقة ما الذي يمنع إلغاء أو بيع الخط أو حتى تحويله إلى (EEZEE) قبل مرور 65 يوما من إلغاء خدمتي التجوال والصفر الدولي منه .. هل هو نوع من منح المهلة للعميل للتفكير والتراجع عن قراره الغبي في الهروب من ضيم الشركة ؟ ربما .. ولكن ما لا يدخل في العقل أنه بسبب الرغبة في معرفة إذا ما كنت استخدمت الخط خارج الكويت أم لا .. فلو كان كذلك لما قطع الخط بعد 3 أيام فقط من سفرك إلى أي دولة واستخدامه بحرية .. والحسابة بتحسب !

.

.

هل لدي المزيد ؟ هل لدي المزيد ؟ بالطبع لدي المزيد .. لكن للقراء حق في سرد امتعاضهم وشكاواهم والمواقف التي حدثت لهم مع الشركة .. وصدقوني أننا بذلك نخدم الإدارات المتوسطة والعليا للشركة لأننا نصل إليهم دون حاجز أو "فلتر" يجمل الصورة ويخفف من حدة الامتعاض .. لذا أرجو عدمم التردد في المشاركة في هذا الجانب ..

. بقيت بضعة أسئلة أستشعرهها في أذهن الزملاء القراء أهمها : "لجيتنا" بأنك صاحب موقف وستفعل شيئا حيال هذا الأمر في مقدمة موضوعك (الأقرب حجما للكتب من المقالات! ) هذا .. فماذا فعلت .. وماذا تنوي أن تفعل ..

.

ارد أني لم أغضب ولم أتحلطم .. فقط ألغيت اشتراك الانترنت كما ذكرت .. وانتظر الآن انتهاء ال65 يوما حتى ألغي بعض الخطوط واحول الأخرى إلى إيزي شبه مغلق يستخدم للاستقبال فقط .. كما أني شرعت في الترشيد في استخدام الهاتف النقال (قولو فقر ما عندي مشكلة) ..

.

على ذكر الترشيد .. دعوني أختم بسؤال أتمنى منكم مساعدتي في العثور على اكبر عدد من الإجابات عليه .. وهو كيف أرشد استخدامي للهاتف النقال ؟ أرجو ألا تبخلوا بأي فكرة ولو كانت بديهية مثل إجراء المكالمات من خط أرضي بصورة أكبر أو ما شابه .. فأي اقتراح حقا سيعني لي الكثير .. ومن يدري .. لعلها تكون بذرة حملة "ترشيد" حقيقية تختلف عن "ترشيد" الـ "خربوطية" التي نعرفها :)

.

عذرا على الإطالة .. ولكنه الشوق للكتابة والقراء الكرام .. تحياتي ..

الثلاثاء، 15 يونيو 2010

ما بعد زوبعة "الحرية"

اما وقد هدأت زوبعة التفاعل والاستنكار والإدانة للهجوم الصهيوني على أسطول الحرية .. وبعد أن ادلى الكثيرون بدلوهم في هذا المجال .. أستأذنكم بأن أشير إلى بعض النقاط المتواضعة .. التي أرى أنه من المهم الإشارة إليها ولو باقتضاب في هذا الشأن .. آملا منكم التصويب والتصحيح والإضافة ..
.
أولا :
أن العمل الذي قام به المتضامنون على السفن بطولي بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. ولا يقلل من إنجازهم ونجاحهم في تحقيق أحد الهدفين المرسومين للرحلة ( توصيل المساعدات أو لفت نظر الإعلام العالمي إلى الحصار ) أي كلمات نقد أو تجريح أو تشكيك .
.
ثانيا :
على ذكر التشكيك .. ليس من الإنصاف الخوض في نوايا المتضامنين .. لاسيما الكويتيين الذين يعنونا أكثر من غيرهم .. فهم عندما رحلوا لم ينظمو حملة إعلامية ودعائية أو ما شابه رغم مقدرتهم على ذلك .. لاسيما مع امتلاك اكثر من مليون دينار كويتي هي قيمة المساعدات المجمعة لأهل غزة .. أما استثناء النائب وليد الطبطبائي من ذلك فهو أيضا في غير محله .. صحيح أن الكثير من المواطنين في الدائرة الثالثة سينسون ما يعتبرونه مصائب وبلاوي وفضائح للنائب ويمنحونه اصواتهم على طبق من ذهب لحسنته هذه .. لكن ذلك ليس ذنبه .. وهو لم يجبر أحدا أن يكون بهذه السذاجة !
.
ثالثا :
مسألة مشاركة المراة في القوافل يجب الوقوف عندها مطولا .. لن نتكلم عن الأخوات اللواتي كن على متن القافلة السابقة .. فالأمر تم تجاوزه و"عدت على خير" وعدن بالسلامة مرفوعات ورافعات الرأس .. ومقدمات نماذج طيبة عن المرأة الكويتية التي حولها الإعلام المحلي إلى مجرد راقصة أو باحثة عن علاقات مع الشبان أو تافهة .. ولكن في المرات المقبلة يجب تجنيب النساء هذه المخاطرة .. لاسيما بعد أن عرفنا أكثر عدم تورع الصهاينة في التعرض لهن .. فمن منا يقبل أن تغتصب أخته أو ابنته أو زوجته على يد الأعداء الصهاينة ؟ طبعا هذا الاحتمال وارد جدا في ظل العنجهية واللا إنسانية الصهيونية .. بل ربما يفوق الأمر ذلك ويوثق الموساد عمليات الاغتصاب والتعذيب لابتزاز نسائنا بعد ذلك .. وبالطبع لا يمكن للدولة التدخل هنا كما في الكثير من الحالات الأخرى لأن "العدو" فعل ما يريده مع السبايا من نساء المسلمات !
.
رابعا :
التطبيل والتهويل والتفاخر بما تقوم فيه الحكومة التركية حقيقة يشكل علامة تعجب كبرى في ذهني لا أجد لها تفسيرا مريحا .. فتركيا من اوائل الدول التي اعترفت بشرعية الدولة العبرية عام 1949 .. وهي تربطها معها علاقات اقتصادية وعسكرية وسياسية واسعة قد لا يضاهيها مثيل بين دول العالم الإسلامي بأكمله .. وإذا ما وقع بين البلدين خلاف هنا أو أزمة هناك فإن ذلك لا يعني أن الحرب قائمة غدا والقدس ستعود لأهل فلسطين بعد غد ..
.
نعم الموقف التركي أفضل في هذه القضية من مواقف الدول العربية من وجهة نظر الشعوب العربية نفسها .. ولكن حتى ندرك مصداقيته يجب أن نتذكر أن المسالة في النهاية سياسية بحتة .. ولو تغيرت الأمور وانضمت تركيا إلى الاتحاد الأوربي مثلا قد تعود العلاقات التركية-الإسرائيلية إلى سابق عهدها وأفضل .. فما الذي يجعل تركيا القوية تترك حليفتها القوية وتتحالف مع عالم عربي ضعيف لا يهش ولا ينش في هذا العالم ؟
.
نقطة أخرى في هذا الملف سبقنا في الإشارة إليها الزميل "مطقوق" في مدونته "طاخ طيخ" .. وهي أن ما يصرح فيه الأتراك اليوم هو ذات الأسطوانة التي يرددها الساسة والزعماء الإيرانيين منذ عشرات السنين وبثبات .. فلماذا هنا كلنا آذان صاغية وأيد مصفقة وهناك صم بكم عمي ؟
.
طبعا هذا لا ينزه الجارة إيران أو يجعلها خارجة عن عالم السياسة .. فليس مستبعدا أن تصبح يوما ما - مجددا - أقوى حليف للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة .. ويتحول الشيطان الكبر إلى الحليف الأكبر .. ولكن نتكلم عن سذاجتنا كشعوب وسطحيتنا ونظرتنا الضيقة في كثير من الأحيان .. وشخصيا لا أتمنى أن يكون سبب التجاهل هنا والتهويل هناك طائفي فقط كعادة الكثير من المسلمين المتخلفين من مختلف الطوائف .
.
خامسا :
على الصعيد المحلي ، نعيش في صراع منذ سنوات بين رغبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في الظهور كجهة قادرة على مراقبة أموال الجمعيات الخيرية وعامة الصدقات والزكاة .. وتصوير نفسها كعارفة لكل شاردة وواردة من أعمال الخير وطرق توجهها كما يرغب العالم لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية .. وبين رغبة "اهل الخير" كما يعتبرون أنفسهم في اداء اعمالهم بعيدا عن أي رقابة أو مضايقة من قبل الدولة .. وجمع مبلغ يجاوز المليون دينار بتبرعات بعضها جاء من نواب (مثل مرزوق الغانم) دون معرفة الشؤون بالأمر يثير أكثر من علامة تعجب .. طبعا لا نشكك بنوايا توجه المساعدات لأهل غزة .. ولكن نتساءل هل الحكومة فعلا قادرة على كبح جماح التبرعات العشوائي وتوجيهها لمن لا يستحقها أو يستخدمها في الإرهاب أو غيره؟ إذا كان مليون دينار مر دون معرفة الشؤون .. فكم مليون يمكن أن يمرر للجماعات الإرهابية في العالم دون أن تفيق الحكومة من سباتها العميق؟
.
هذا ما لدي اليوم .. وأتشرف بتقبل النقد والرأي الآخر قبل الإشادة .. تحياتي :)

الثلاثاء، 1 يونيو 2010

يوميات الحرية

لازلت متابعا كما غيري نتائج أحداث قافلة الحرية .. . وإن كان لي رأي في هذا الشأن لن أفصح عنه اليوم .. فإن ما يهمني هو معرفة القراء الكرام عن الجو العام والحياة على متن السفينة .. . للأسف لم أكتشفها إلا بعد وقوع الاعتداء .. لكنني مازلت مؤمنا بضرورة الإشارة إليها .. . حتى يدرك الجميع أن من ركب القافلة لم يكن مستهترا أو جاهلا .. إنما كان يعبر عن فكر وإيمان راسخ .. . عن أحد نماذجها .. ابنة الكويت الأخت هيا الشطي أتكلم .. . وهذا عنوان مدونتها لمن يرغب بالمشاركة في معرفة تفاصيل يومياتهم قبل الاعتداء .. أما ما لحقه فوسائل الإعلام فردت له كمادة دسمة تغني عما يمكن قوله .. . http://hayatti.com

الأحد، 23 مايو 2010

العنف في الكويت

بعد أن كان الوالدان خير قدوة في الحوار الراقي
أمهات يتحولن إلى مدربات مصارعة .. وآباء يفتخرون بعنف أبنائهم في الديوانيات!
.
.
.
أحمد الحيدر:
. لم تكن الأم الكويتية قديما ، وحتى كبيرات السن منهن حاليا ، بحاجة للجوء إلى التوجيه أو النصح المباشر عند تربية أولادهن أو تثقيفهن ناحية عدم جدوى لغة العنف وتخلف وسيلة الضرب والمشاجرات في حل أي خلاف ، فقد كانت إحداهن تكتفي باتباع منهج حكيم يحرك مجرى الأسئلة في ذهن الطفل ويدفعه للاعتقاد الذاتي بسخف لجوئه للعنف ، وذلك رغم عدم تمتعتهن كما أمهات اليوم بقدر عال من التعليم النظامي ، إلا أن مدرسة الحياة كانت مناهجها أفضل بمراحل مما هي عليه اليوم . . على سبيل المثال ، كانت الأم تلجأ إلى أغنية بسيطة الكلمات واللحن وذات بعد ساخر بعد فض المشاجرات بين أبنائها تقول فيها " تهاوشو القطاوة .. على سبة حلاوة " ، ما يحفزهم على التفكير بسبب رؤية والدتهم لهذا العنف على أنه شيء "تافه" ولا يمثل حلا نموذجيا ، فيشبون على لغة حوار أرقى ومستوى أرفع من الأدب . . ولكن ، هل لازال الوالدان والأم تحديدا يلعبان ذات الدور التوعوي ؟ وإذا كانا كذلك لماذا إذن تنامت ظاهرة العنف في البلاد بين الأطفال والمراهقين إلى حد وصلت فيه إلى جرائم قتل متعمدة ؟ . الواقع يجيب أن الأوضاع تغيرت كثيرا ، فعدد غير قليل من الأمهات بتن يحثثن أبناءهم وبناتهن على اللجوء إلى العنف حتى ينالوا حقوقهم ، والتوجيه يبدأ من مرحلة رياض الأطفال ، فلم يعد أمرا طبيعيا لدى هؤلاء الأمهات أن يشترك طفلهن في "هوشة يهال " ، ولابد أن تؤهله ليرد الصاع صاعين بل ويبدأ المعركة إن لزم الأمر ، فتتحول إلى مدرب مصارعة وتطلب من فلذة كبدها إجادة كافة أنواع القتال ! . ولا يختلف الأمر كثيرا عند بعض الآباء ، بل يتعداه ليصل إلى مرحلة التفاخر بإنجازات ولده " الهواشية" العظيمة ، فيروي بطولاته أمام رواد الديوانية وكأنه يتحدث عن فتح القسطنطينية ! . ويشير أحد المدرسين العاملين في وزارة التربية بهذا الصدد أنه استدعى ولي أمر طالب اشترك في مشاجرة دامية في المدرسة ، فلما حضر الأب كان السؤال الأهم بالنسبة إليه هو "ولدي طق ولا انطق؟" ، ولما كان رد المدرس أن ولده اعتدى بالضرب المبرح على زميله ولذا تقرر فصله قال بكل تبجح "كفو والله ولدي .. أكيد هذاك غلط عليه وأدبه"! . ولا يبدو الأمر أفضل حالا في مدارس الفتيات من حيث انتشار ظاهرة العنف ، إلا أن الفارق الوحيد هو أن الكل يريد "الستر" وفق مفاهيم العادات والتقاليد ، فلا قضية يجب أن تسجل ولا إعلام يجب أن يعرف ، بل يجب أن يتم "طمطمة" كل شيء درء لتشويه السمعة ! . ولأن كل شيء في الكويت يمكن أن يحور إلى غير مغزاه ، فإن الكثير من الحقائق يتردد الباحث والمهتم في نشرها أو حتى الإشارة إليها ، فيفضل اتباع منهج النعامة (دفن الرأس في الرمال) على إطلاقها ومواجهة تهم العنصرية أو الطائفية أو الفئوية ، منها على سبيل المثال لا الحصر التطرق للفئة الأكثر وقوعا في المشاجرات بين فئات المجتمع أو تحديد ارتفاع نسبتها في مناطق معينة دون أخرى ، وهي كلها قد تفسر بأنك تقلل من شأن فئة ما أو تنتقدها دون وجه حق ، ولكن كيف السبيل إلى العلاج إذا لم نكن شفافين كفاية في التشخيص ؟ . نهاية ، لا يختلف اثنان على أهمية الدور التربوي في غرس قيم التهذيب والرقي في التعامل والحوار منذ الصغر ، إلا أن المعضلة تكمن في حقيقة أن "فاقد الشيء لا يعطيه " ، والمعضلة الأكبر إيمان البعض بأن هذه اللغة هي حقا من يجلب الحقوق في دولة القانون .. الكويت . __
نقلا عن "القبس"

الأربعاء، 31 مارس 2010

أبو البنات .. يحييكم

على الرغم من أننا معشر الصحفيين والكتاب ومن نعتبر أنفسنا ملوك القلم وسادته ( لاحظوا أنني متواضع جدا!) غالبا لا نقر بوجود مشاعر أو أفعال لا يمكننا ترجمتها إلى كلمات منثورة على صفحاتنا الخاوية .. إلا أننا نقف مشدوهين أمام بعض المواقف الإنسانية التي نعجز عن فك شيفرتها .. فنعلن استسلامنا عاجلا ونقر بأننا مجرد بشر عاديين لا نفرق على الآخرين بأي موهبة أو قدرة على إيصال ما في جوفنا ..
.
هذا الجمود هو بالضبط ما انتابني في 14 مارس الجاري ، حيث رزقنا الله بابنتين طال انتظارهما ، فوجدت نفسي دون مقدمات مثل "الأطرش في الزفة" أمام مشاعري التي عجزت عن وصفها ، رغم أنني قبلها بيوم واحد فقط كنت أعتقد أن الأمر سيكون عاديا ، لاسيما أنها ليست التجربة الأولى ، حيث ابنتنا المصون "كوثر" تبلغ من العمر اليوم ما يزيد عن السنوات الخمس.
.
سبحان الله .. أول كلمة طرأت على ذهني ، وشريط ذكريات عاجل مر في عقلي المتمرد على طاعتي، ولا أدري لماذا تذكرت الكثير من الأشياء في حياتي .. عدت طفلا .. وصرت مراهقا .. ثم تزوجت .. وتجاوزت مراحل الدراسة المتوسطة والثانوية والجامعية .. انتقلت بين أروقة العمل .. غصت في أعماق تعاملاتي مع الكثير من المسؤولين في الدولة .. تذكرت ضحكة هذا وبكاء ذاك وتذمر أولئك .. "كوكو" الصغيرة لأول مرة ألاحظ أنها بدأت تكبر بعد أن قارنتها بالصغيرتين .. فعلت كل ما يمكن فعله .. لكنني عجزت عن فهم شيء واحد .. هو شعوري وأنا أنظر إلى الطفلتين عقب دقائق من ولادتهما .. أسعد الله حياتهما واعانني على جعلهما من الذرية الصالحة ..
.
وبطبيعة الحال .. فإن دخول أبناء إلى حياة الرجل منا يغير الكثير فيها .. ليس فقط من حيث إشعاره بالمزيد من المسؤولية تجاه الحياة .. بل بتقبله صفات وأفعال لم يكن يرضى بها -كما كان يعتقد- قبل زواجه .. النهوض في أي وقت خلال 24 ساعة لشراء "الحفاظات" وإن كنت في عز النوم "عسل على قلبك" .. وضع ملعقة من الحليب على 60 مل من الماء الدافيء هواية أساسية .. حمل الطفل والضرب بخفة على ظهره بعد شربه الحليب متعة لا تضاهيها متعة .. نعم قد يستغرب الكثيرون من بعض هذه الأفعال لاعتقادهم أننا معشر الأزواج لا نملك أي مشاعر .. فهي حصرية للمرأة .. ولكنها الحقيقة المرة بالنسبة لهؤلاء :) فنحن بالنهاية بشر ولنا قلوب ومشاعر وأحاسيس ..
.
ولعل مما لم يكن مقبولا ولم يسبق إطلاقه علي مسبقا قبل زواجي هو لقب"أبو البنات" .. حيث لم أكن "مغازلجيا" يوما ما ( والحقيقة كانت تتم مغازلتي كثيرا لجمالي الأخاذ .. أخاف صج:P ) .. ولو تجرأ يوما وقالها لي أحدهم قبل سنوات لقلت له "استح على وجهك" .. أما اليوم فإن هذا اللقب أكثر ما يسعدني ..
.
وبمناسبة الحديث عن "أبو البنات" .. لا ادري لماذا لازال يتمسك البعض بأن الولد يحمل اسم أبيه وغيره من هذه الكلمات .. بل أن بعضهم يبارك لي ويردد "انشالله تخاويهم" .. أود أن أرد على بعضهم بالقول "خوا ينبك" .. لكن الأدب يمنعني .. ليس لأني أرفض أن أكون أبا لولد لا سمح الله .. ولكن لأني أعترض جدا على الإنقاص من قيمة الفتاة أو الابنة! ولله الحمد من قبل ومن بعد على منحي ما لم يمنحه لكثير من غيري .. وطبعا من يقل ذلك غالبا ما يكون من المواطنين .. أما الأخوة العرب فلهم رؤية مختلفة تختلف حسب البيئة والانتماء .. بعضهم لا علاقة مباشرة له بالمواليد! ومنهم ما قاله أحد الزملاء اللبنانيين "كيف جايينك بنات في 14 آذار ومسميهم زهراء وحوراء .. هذي أسماء تبعون 8 آذار " .. ثم ضحك دون ان استوعب أن أدخلني متاهات السياسة اللبنانية الداخلية .. أدامها الله !
.
أما لماذا لم أكتب هذا الموضوع في المدونة منذ ولادتهم .. فهو الكسل والانشغال .. وأما لماذا أكتبه اليوم .. فلأن زوجتي العزيزة ذكرتني قبل قليل بأنه عيد ميلادي !
.
أخبرتني بذلك فقلت آه كم مضت السنون مسرعة (حد يجري وراكي؟) .. ونظرت إلى المرآة فوجدت شعار مكدونالدز يحتل أعلى رأسي دون أن احاسبهم على هذه الدعاية المجانية المتحركة !
.
هذا وقد أعلنت الأمم المتحدة هذا اليوم مناسبة عالمية تمنح فيها المدارس والوزارات عطلة رسمية في كافة أنحاء العالم (هذه كذبة أبريل كما يسمونها) .. كما أعلن باسكن روبنز أنه لن يزيد نكهاته عن ال31 .. وقدم في هذا اليوم عرضا خاصا لم أدقق ما هو (وهذه حقيقة ههه) .. وتقبل التهاني والتبريكات بالمناسبتين السعيدتين في مدونتنا العامرة .. ونعتذر عن عدم قبول العانية والهدايا والعطايا :)
.
كما اتمنى أن أكون انسيتكم طول انقطاعي عن المدونة حتى تعذروني دون أن اعتذر عن إخلاف وعدي الإجباري :)
.
وتقبلوا وافر التحية والتقدير ;)
___
تنويه : لمن يسأل عن آخر المشاركات الخارجية لبلاتينيوم بوك للنشر والتوزيع التي تتولى إصدار وتوزيع كتبي المتواضعة .. فهي ستكون في معرض عجمان الدولي للكتاب الذي يقام خلال الفترة من 1 إلى 10 أبريل الجاري .. أسألكم التمنيات بالتوفيق :)

الاثنين، 1 مارس 2010

زيارة الشيطان .. المحترم !

بين غفوة ونومة أمس .. زارني صديق الكثيرين العزيز وناصحهم المخلص السيد المحترم كما يصف نفسه .. الشيطان الرجيم . . والغريب في هذه الزيارة التي جاءت في توقيت حرج من حياة خالتي المجيدة (فذلكة!) .. أنها جاءت لدواع وطنية كما يدعي .. فهو الأمين الحريص على مصلحة وطني الكويت .. الذي لا يستحق أن يصيبه أي مكروه وفق رأيي وتمنياتي المتعصبة ! . المهم أن السيد الرجيم بادر فور زيارته إلى سؤالي"ها خلصتو أعيادكم الوطنية؟" .. فأجبته بخبث وتذاك كعادتي(ماشاء الله علي) أنك أيها الرجيم تعلم جيدا أن الأعياد الوطنية انتهت .. فأنت من فعل فعائله فيها .. وأنت من لونها بغير ألوان العلم الكويتي! . وليتهرب (الجبان) من موقفه الحرج .. أطلق ضحكة مدوية طويلة كادت أن تمتد إلى آخر الحلم .. صاحبها قفزات هستيرية ويد تمسك البطن و"حلج شقاقي" .. ثم تنهد وقال : نعم .. إنها حقا أيام جميلة ! . وحتى أبين أنني ثقيل طبعا .. سألته عن مناسبة زيارته وسؤاله عن المناسبات الوطنية .. فأجابني بكل دهاء "لماذا لا تقترح من مقامك الرفيع أن يلغى ما تسمونه عيد التحرير وتكتفون بالوطني في 25 فبراير .. فأنتم في جميع الأحوال تمتد أعيادكم لما بعد 26 فبراير .. وصدقني سأدعمك من خلال الوسوسة في أدمغة المسؤولين والمتنفذين بشكل لا تتصوره .. فقط قدم الاقتراح وسأدحرجه لك مثل كرة الثلج . . قلت له والحيرة بادية على محياي : أنت في الأصل أفرغت المناسبة من محتواها وشارع الخليج يشهد .. فلماذا تريد إلغاءها بالمرة ؟ . رد وقد بدا على وجهه علامات الاستعباط : عن أي مناسبة تتكلم ؟ أنا أطالب بالاحتفال رسميا في يوم واحد فقط وهو العيد الوطني .. وليس ليومين ! . اعتقدت لوهلة أنه تحول إلى الشيطان الغشيم بدل الرجيم .. فأوضحت له أن اليوم التالي خاص بالتحرير .. حيث تحررت بلدنا من براثن (أعلم أن كلمة براثن لم تمر على الكثير من القراء المراهقين ولكن اعذرونا فقد تربينا عليها! ) .. براثن الاحتلال العراقي .. بعد أن نكّل شعبنا واحتل أرضنا وفعل فينا ما لم يفعله الصهاينة بالفلسطينيين على مدى 62 عاما ! . تصاعدت نبرة الهبل في صوته البغيض فسألني : حقا ؟ وماذا حصل أيضا ؟ . أجبت لأؤدي واجبي لا أكثر فعددت شيئا يسيرا جدا من الحقائق قائلا : ماذا فعل ؟ سأخبرك باختصار ماذا فعل ؟ . - بين ليلة وضحاها طعن العراق غدرا جارته الصغيرة المسلمة المسالمة دولة الكويت دون أي سبب حقيقي أو مبرر فعلي . - دخل على الكويت خلال سويعات فقط أكثر من نصف مليون عراقي .. مدججين بالسلاح والدبابات والطائرات والمدفعية وغيرها .. علما بأن الشعب الكويتي بأكمله وبما فيه النساء والأطفال لم يتجاوز تعداده 700 ألف حينها ! - سحق الجنود المحتلون كل ما وجد أمامهم .. فرموا الأطفال الخدج بالمستشفيات على الأرض وقتلوهم .. وشردوا الأسر وهتكوا أعراض النساء في الشوارع وأمام أزواجهم .. كما قتلوا الأبناء والآباء والنساء .. فسقط خلال الاحتلال الذي امتد لقرابة 7 أشهر حوالي ألف شهيد وشهيدة .. وبالمقارنة مع طريقة النسبة والتناسب نجد ان هذا الرقم يعادل حوالي 300 ألف مواطن أمريكي .. و100 ألف مصري .. وعليك الحساب لمعرفة بقية الجنسيات أو معرفة كم واحد من عالم الشياطين يعادل ( هنا أطلق ابتسامة خبيثة وقال "لا ولدنا صدام ما يخون فينا" ثم تركني أكمل! ) . - أسر وارتهن آلاف الكويتيين من الشوارع .. والارتهان يعني أخذ المدنيين كما يعلم الجميع .. وبقي أكثر من 600 منهم مجهولي المصير حتى بعد سقوط النظام البعثي . - استخدم أبشع وأغرب أدوات التعذيب الجسدي والنفسي .. بل أنه ابتكر بعضها خصيصا ليجربها على الكويتيين ! - سرق الجنود كل شيء في الدولة .. بدءا من المطار ومرورا بالأندية الرياضية والجمعيات التعاونية والمدارس والوزارات والمجمعات التجارية والمحلات وغيرها .. وختامها طبعا في البيوت السكنية ! - آخر ما يفكر فيه الكويتي وقتها أمام طغيان الجنود هو كرامته .. فقد كانت تداس ولا تسوى فلسا عند الأشقاء العراقيين ! - سطر الكويتيون أروع ملاحم المقاومة والبطولة وتحركوا كما لا يطرأ على ذهن حتى استعادوا بلدهم . . أفهمت الآن لماذا نصر على الاحتفال والتذكير بالتحرير ؟ علما بأن ما ذكرته شيء يسير جدا مما حدث ! . سكت قليلا ثم قرر مصارحتي .. ففتح فاه فض فاه وغرّد : أتفق معك بكل ما ذكرته وأكثر .. فكل ما حصل وكامل التفاصيل البشعة وبلا فخر كانت بإشرافي الكامل وتحت متابعتي الشخصية .. ولكن دعني أسألك .. ماذا فعلت الدولة ليعرف العالم حقيقة ما حصل ؟ بل ماذا فعلت ليعرف أبناؤها ما حدث حقا ؟ هل تظن أن العديد من أبنائكم اليوم يدركون ما وقع ؟ ألا تعتقد أن أكثرهم يعامل الغزو مثل خساراة مبارة "بلاي ستيشن " ؟ ألا ترى الدولة متخاذلة في هذا الشأن ؟ يا عمي طير (واضح أنه شيطان مغبر ليستخدم هذه الكلمة! ) .. إذا كنتم بكل هذه الإمكانات لم تستطيعوا تأريخ وتوثيق ما حدث بصورة سليمة .. فكيف لو كنتم دولة أفريقية فقيرة ؟ أما إذا أردت مواصلة التذاكي وسؤالي عما يمكن عمله فأنصحك بالبحث في الصديق "جوجل" عن كلمة هولوكست باللغة الأجنبية .. وانظر ماذا فعلوا للتهويل وكسب تعاطف العالم وإبقاء الكرة الأرضية تدفع إلى اليوم تكاليف ما قد يكون لم يحصل أصلا ! . طبعا لأن غيرتي الوطنية لا تسمح لي بموافقته وإن كان في كلامه شيئا من الصحة ( ولا دخل هنا لأني أريد الاستيقاظ من النوم وكتابة ما حصل في المدونة! ) فإنني اعتبرت ما قاله من قبيل الوسوسة فقط لا أكثر .. فتعوذت منه بشدة حتى بدأت صورته تتلاشى .. ولكنه صرخ من بعيد قائلا " كانت غلطتكم أنكم وثقتم بجاركم واعتبرتم فكرة احتلال بلادكم ضربا من الجنون .. واليوم يبدو أنكم تكررون نفس الغلطة وتعتبرون بعض جيرانكم فقط يشكلون خطرا .. أما البقية فلا تثريب عليهم ولا يمكن أن ينقلب الحال معهم بين ليلة وضحاها " .. . إلى هنا وشعرت أن الموضوع "كبر أوي " .. فقررت أن أستيقظ (بكيفي اهو) دون أن أرد على تفاهاته .. فنحن الشعب الكويتي الأبي الذي لا تقهره الظروف ولا يمنعه شيء عن رش "الرغوة " في المناسبات الوطنية .. "شعباله هذا ؟ " هل يعتقد أننا قليلون في هذا العالم ! . تعوذت من الشيطان الرجيم .. وأرجو أن تتعوذوا منه جميعا ولا تتأثروا بكلامه لأنه كما يبدو أحد المستفيدين من كوبونات النفط العراقية التي كان يوزعها المقبور صدام حسين على المرتزقة ويترك شعبه يموت جوعا ! __ . ملاحظة : الاختصار الشديد للجرائم التي ارتكبها العراقيون جاء في سياق الاختصار الشديد للموضوع حتى لا يشعر القارئ الكريم بالملل .. وحتى لا يرتفع ضغطي أكثر .. ولأسباب أخرى ! __ تنويه خارج إطار الموضوع : للزملاء والأشقاء الذين يسألون عن كتبي المتواضعة في دول الخليج فإنها متوفرة حاليا في جناح بلاتينيوم بوك في معرضي مسقط وأبو ظبي للكتاب .. وقريبا في معرض البحرين في 17 مارس الجاري في ذات المكتبة .

السبت، 30 يناير 2010

الخميس، 21 يناير 2010

غياب منطق .. أم عبث ؟

التعديلات الحكومية على القوانين الإعلامية
غياب منطق أم عبث سياسي ؟
.
كتب أحمد الحيدر : "يبا الحكومة أصلا ما تقدر تمنع حرية التعبير .. تعال بدقيقتين أسوي لك موقع على سيرفر أجنبي وقول اللي تبيه " بهذه البساطة رد أحد المراهقين على حديث والده المهموم بالتعديلات الحكومية المقترحة لخنق حرية التعبير في البلاد . . ورغم بساطة العبارة ، إلا أنها تحمل في طياتها بعدا كبيرا في النظر عجزت حكومتنا كما يبدو عن الوصول إليه ، فالمراهق الذي أخذ الأمر بالفطرة يدرك جيدا أن تغليظ العقوبات والتوجه البوليسي في التعامل مع الإعلام لا يجدي نفعا في زمن تطلع فيه وأنت في الكويت على كنوز مكتبة الكونجرس الأمريكية بكبسة زر ! . ولعل ردود الفعل على التعديلات المقترحة كشفت عن العديد من المفارقات التي يمكن الوقوف عندها ، فلأول مرة منذ مدة يجمع الشارع الكويتي بمختلف فئاته على قضية ما ، وربما يعود السبب في ذلك إلى إحساس هذا الشارع بآخر ما يمكن التفاخر فيه في البلاد بعد تدهور السياسة وتراجع الاقتصاد وتجمد الرياضة .. ألا وهو الحريات العامة ، ما يدفع بعض المراقبين إلى التساؤل حول وجود مؤامرة لجعل الكويت في الدرك الأسفل بين الدول المجاورة ، لاسيما أن ترتيبها في تقييم حريات الصحافة تحديدا متصدر لجميع الدول العربية بحسب منظمة الصحافة العالمية ، في حين تقبع في المراكز الأخيرة في الكثير من المجالات الأخرى . . وإذا كانت معلومة ريادة تلفزيون الكويت في المنطقة بتأسسه في عام 1960 معروفة لدى الكثيرين ، فإن ما لا يعرفه الكثيرون أيضا أن التلفزيون في الكويت بدأ عن طريق القطاع الخاص وليس الحكومي ، حيث أنشأ التاجر الكويتي مراد يوسف بهبهاني محطة تلفزيونية على نفقته الخاصة استورد لها أجهزة بث تعمل أفلام الصور المصورة وأفلام ال16 ملم ، قبل أن تستعير الدولة هذه الأجهزة ثم تشتريها لبث تلفزيون الكويت ، وهي المعلومة التي تجرنا إلى مفارقة عودة وزارة الإعلام إلى خنق وسائل الإعلام الخاصة رغم أنها كانت أصل وجود الإعلام في البلاد ، كما لا يخفى أن مجلة الكويت التي أسسها المرحوم عبد العزيز الرشيد كانت أول مطبوعة في البلاد عام 1928 ، وهي تابعة للقطاع الخاص بمفاهيم اليوم . . وفيما يحذر بعض المراقبين من أن تكون التعديلات التعسفية لقانوني المرئي والمسموع ، والمطبوعات ، مجرد عملية إلهاء سياسي لشغل الشارع عن قضايا أخرى ترغب الحكومة في تمريرها ، يرى آخرون أن الاستجواب الملوح بتقديمه إلى وزير الإعلام هو الدافع الحقيقي لهذه التغييرات ، حيث يرى الوزير أن صلاحياته الحالية لا تخوله تنفيذ مطالب بعض النواب في التصدي لما يطلقون عليه "الإعلام الفاسد" ، ما جعله يرمي الكرة في ملعبهم ليقدم تعديلات العقوبات المغلظة وسحب بعض الصلاحيات من القضاء حتى بحجة تمكينه من السيطرة على هذه الوسائل ، لكن المفارقة أن هذه التعديلات ذاتها تشكل سببا لتأجيج الشارع ضد الوزير وتأييد استجوابه لأي سبب كان كنوع من الثأر للحريات . . وفي حين كان قانون المطبوعات الجديد الذي أقر قبل 4 سنوات فقط محل إشادة وتقدير رغم تحفظ هنا وآخر هناك على بعض مواده من الشارع الكويتي ، وأدت التعديلات الحالية شعبيا قبل ولادتها ، فلم يعد للرقابة المسبقة والحبس والغرامات المالية الضخمة موطأ قدم في قائمة المقبولات في عقلية المواطن الكويتي ، بل أن كافة الدعوات تحث على تطبيق القانون الحالي بشكل سليم قبل التفكير حتى بتعديله . . وفضلا عن الحبس والغرامات الضخمة ، فمن المستغرب أن تحتوي التعديلات على بنود الرقابة المسبقة على كل ما تريد أي وسيلة إعلامية نشره ، ما يعني ضرورة الحصول على الموافقة المسبقة من الوزارة حتى في حال نشر إعلان تجاري بسيط ! وهو ما يتنافى وأبسط قواعد المهنية والمنطق السليم ، لاسيما وأن حجة الحكومة في ذلك هو طباعة بعض الأفراد ما يخل بالأمن العام أو يخالف قوانين الدولة ، وكأن القانون المقترح يجعل ممن يفكر في ارتكاب هذه المخالفة للقانون أن يقر مسبقا ويكشف عن هويته والمطبعة التي يريد الطباعة فيها ، فيما الواقع دون أدنى شك مختلف تماما . . وإذا كانت دولة الكويت ، بما فيها وزارة الإعلام ، أثبتت طول ذراعها – عندما ترغب – في السيطرة على المحطات الفضائية ووسائل الإعلام عامة ، فأوقفت بعد مخاطبات ودية مسلسل رمضاني كانت ستبثه محطة الأم بي سي قيل أنه سيثير فتنة طائفية قبل سنوات ، ومنعت قناة "نبيها تحالف" من البث خلال الانتخابات التشريعية قبل الماضية ، ومنعت كذلك قناة السور من البث على النايل سات باتصالاتها الخاصة ، فلماذا ترغب في التعديلات المشددة على القوانين الإعلامية ؟ . ختاما ، فإن الحكومة قد لا يلومها البعض إذا ما أرادت وأد الحريات ، لكن النواب الذين استفادوا أكثر من غيرهم ، سواء خلال فترة ترشحهم أو نيابتهم ، من سقف الحرية المرتفع في البلاد ، عليهم مسؤولية التصدي بحزم لهذه التعديلات المجحفة ، وإلا فإن الشارع بكل تأكيد لن يغفر لهم . .
نقلا عن "القبس" الكويتية :)

الخميس، 14 يناير 2010

كيف أصبح الكويتي .. كويتيين؟

أحرص الناس على تطبيق القانون في الخارج .. وينساه في بلده
كيف اصبح الكويتي .. كويتيين؟
.
.
.
كتب أحمد الحيدر:
. "What are you doing? Is that you!" قالها الأوربي "ستيف" لصديقه الكويتي "عبد الله " بعد أن شاهده يدخل بكل أريحية في الاتجاه المعاكس للمرور ، ضاربا بعرض الحائط كافة قواعد وأصول المرور! . "ستيف" الذي يزور الكويت لأول مرة ، توقع أن يكون شعبها كما هو خارجها ، ملتزما بالقانون متمسكا بالمحافظة عليه ، فهو من رأى "عبد الله" بأم عينيه يطبقه بحذافيره عندما كانا يدرسان معا في بلده الأوربي ، ولذا لم يصدق أن هذا الـ"عبد الله" الكويتي هو ذاته الذي زامله لسنوات! . وبثغر متسع ، أمطر الأوربي صديقه ومضيفه الكويتي بوابل من الأسئلة المفعمة بعلامات التعجب والاستفهام ، ولأن الأخير من النوع الذي لا يجيد إظهار النموذج الحسن لبلده ، أو ربما لا يهمه ذلك كثيرا ، فإنه لم يتوان للحظة بأن يجيب شفهيا وأحيانا عمليا على كافة استفسارات ضيفه . . "ما القصة؟" كان أول سؤال أطلقه ، فجاءته الإجابة بسرعة صاروخية "طالما تمكنا من النجاة بفعلتنا منذ البداية فلا خوف علينا" ، ولأن الإجابة كانت غريبة على ذهنيته فقد أتبعها بسؤال "ولكنك ممن يحترمون القوانين ويحرصون على تطبيقها كما أعرف" ، قبل أن يجيبه "الفهيم" بكل ثقة "نعم .. ذاك عندما أكون في بلادكم .. أما هنا فالأوضاع مختلفة تماما! " . . إذن من أمن العقوبة أساء الأدب ، هي القاعدة الأولى التي رسخها الضيف في عقله عن الكويت . . لحظات وكرر السائق المحلي مخالفة قوانين المرور ، لكن دورية شرطة أوقفته هذه المرة ! . انفرجت أسارير الضيف لكونه سيشهد لأول مرة في حياته آلية تسجيل المخالفات في البلاد التي يزورها ، فظل مترقبا ومستمعا لما يدور من حوار بين الشرطي والمخالف ، قبل أن يتبادلا الابتسامات ويعيد إليه الإجازة ودفتر السيارة دون تسجيل مخالفة! . شكلت علامة تعجب ضخمة غيمة فوق رأس الضيف ، قبل أن يبادره صديقه بالقول "إنه من ذات أصلي .. هل تتوقع منه مخالفتي ؟ "، ولما رأى الغيمة لم تتبدد بعد قال "من المعيب في مجتمعنا أن يخالف الشخص أقاربه ولو من الدرجة العاشرة .. وقد أعايره على فعلته هذه أمام الجميع إن فعلها" . . منع الحياء "ستيف" من طرح السؤال المنطقي التالي "ولكن أليس عدم تطبيق القانون المؤتمن عليه هو العيب الحقيقي " ، فتجاوزه ليسأل مباشرة "يبدو أن الانتماء له دور كبير في حياتكم هنا " ، قبل أن يأتيه الجواب الصريح مجددا "طبعا .. فطائفتي أو قبيلتي أو عائلتي تشكل لي مظلة أتحرك من خلالها " . . وبعد أن وصل الضيف والمضيف إلى وجهتهما ، وهي إحدى الديوانيات التي يتجمع فيها العديد من زملاء الدراسة السابقون ، كانت عشرات الاستفسارات تدور في ذهن الأول ، فاحتفظ غيها ليوزعها بين الحاضرين لاحقا ، فلا يبني رأيه بناء على وجهة نظر واحدة . . أول الآراء المعاكسة جاءته من "سعود" الذي يجيد إلى حد ما فن الدبلوماسية ، فأكد له أن ما رآه حالة فردية لا يمكن القياس عليها ، وأن الكويت كانت وستبقى دولة مؤسسات وقانون . . ولأن الضيف كعادة الأوربيين لا يقتنع بسهولة ، فإنه حول محور الحديث مباشرة إلى الانتخابات النيابية ، منطلقا من الثناء والإشادة بالديمقراطية التي يفخر فيها الكويتيين ، قبل أن يلقي في ملعب الحضور الكرة ويسألهم "لمن صوتم في الانتخابات الماضية ؟ " . . تقاطرت الإجابات عليه من مختلف الجهات ، كل يدعي بأنه أعطى المرشح الكفء ويسميه ، وما يكاد يقارن بمساعدة الجالسين جواره حتى يجد هذا المرشح إما من ذات طائفته أو قبيلته أو عائلته ! . وفجأة ، يسكت الجميع ليستمعوا إلى ما يقوله المذيع على التلفزيون ، فيثور أحدهم ويرد عليه آخر ، ليبتسم الضيف هذه المرة ويقول دون أن يسأل "يبدو أن مرض التأثير الإعلامي السلبي انتقل إليكم .. فسخر كل منكم قناة أو صحيفة لمحاربة الآخرين .. وصار لكم الكثير من التقسيمات .. الداخل والخارج .. البدو والحضر .. السنة والشيعة .. ويبدو أن كثيرا من ساستكم سعداء بهذا الانقسام بما يخدم مصالحهم " . . جاء وقع استنتاج الضيف كالصاعقة على الحضور ، فأقسموا على أن يعيدوا حساباتهم في كل شيء ، لكن بعضهم ولغاية في نفسه لم يعجبه القسم ، فأقسم أن الانشقاق وإن غاب أياما معدودات فلابد له أن يعود ، والتفرقة بمختلف أصنافها يمكن أن تختبأ كالنار تحت الرماد! . وبعد أقل من 48 ساعة ، غادر "ستيف" الكويت إلى إحدى الدول المجاورة المقرر بقاؤه فيها أصلا ، لكن أسئلة كثيرة نثرها ولم يأخذ منها شيئا معه إلى هناك ، وبقي متيقنا من حقيقة واحدة فقط ، وهي أن الكويت التي أجرى بحثا عنها مسبقا وزامل بعض أبنائها ليست كما معروف عنها قبل سنوات ، وإن ملامحها تغيرت بصورة تقلق كل من يحبها . .

الاثنين، 4 يناير 2010

جرد

لا أدري ما هو السر الخطير الذي يجعل الجمعيات التعاونية حتى اليوم تجري جردا شاملا في 31 ديسمبر من كل عام ، وكأن البضائع لا تجرد فيها دوريا ، بل وكأن جرد كل بضاعة منفردة سيضر بدقة عملية الجرد ، فيختبأ "بطل كنشب" خلف قنينة مشروب غازي ليتوه الجرّاد!
المشكلة أن من يكون "مقرودا" ويطلب منه إحضار القائمة التعاونية - وهي قائمة مشهورة بيننا نحن الأزواج المطيعون - في مثل هذا اليوم فإنه يكون ملزوما بضبط عدّاد أعصابه على السرعة القانونية وعدم الانفعال خلف برود العامل الذي يرد عليك عندما تسأله عن سلعة بكل برود "النهاردة جرد .. مفيش .. كل سنة وانتا طيب" ، فيكون لسان حالك "فرحان أوي؟" ولكنك تكتمها لكي لا تجرح مشاعره وتكون قليل ادب .. فترد التحية بأحسن منها "وأنت بألف خير وصحة وسلامة" .
__
ومع نهاية كل عام ، تتحفنا الفضائيات والصحف وحتى بعض مواقع الانترنت بملخص العام الماضي ، فتجرد كل أحداثه السياسية والاقتصادية والرياضية وغيرها ، ولازلت أجهل حتى اليوم سبب ذلك ، هل يعود إلى ملء ساعات الفراغ فيها أم هو نوع من التأريخ أم أن "الجمهور عاوز كدة" ، والمشكلة أن معظم الأحداث التي يتم رصدها تكون تعيسة أو مؤلمة ، لا أدري هل لأن الحياة أصبحت تعيسة أم أن الإعلاميون كعادتهم يركزون على السلبي من الأمور أكثر ، وفي نهاية البرنامج تأتي جملة المذيعين الشهيرة "تمنياتنا لكم بسنة جديدة جميلة" ..
بعد كل ما رأينا في برنامجكم لا نظن أن هناك امكانية لتسلل الأمل إلى نفوسنا !
__
من الأمور التي لابد أن تجرد سنويا في وسائل الإعلام وهي تحظى باهتمام شريحة غير قليلة من الجمهور تنبؤات الفلكيين والمنجمين الشهيرين حول العالم ، ورغم أن كذب هؤلاء الدجالين يثبت عاما بعد عام إلا أن وسائل الإعلام تتحالف معهم لتضليل الناس ودفعهم إلى تصديق صدق بعض تنبؤاتهم ، فنجد أحدهم يقول "وفاة رئيس عربي " مع بداية العام ويظل يدعو الله أن يزهق روح أحدهم قبل نهايتها حتى يصبح مشهورا ويتبعه بعض "الطيبون" !
والمصيبة أن بعض هؤلاء الدجالين باتوا ينشرون الكتب ولهم مئات ألوف المتابعين على الانترنت وفي الصحف والمجلات ، فتارة يغلفون دجلهم بالفلك وأخرى بالكواكب والنجوم وثالثة بأضعف الإيمان لديهم وهي الأبراج التي ينجرف معها الكثير من الناس لاسيما من الجنس الأنثوي ، والسبب في ذلك لا يخفى على علماء النفس وهو رغبة الناس عامة في معرفة المجهول واكتشاف غياهب المستور .
عموما أفكر حاليا في التحول إلى منجم والبدء في التنجيم عبر مدونتي العالمية الشهيرة .. وهمتكم معنا يا شباب حتى نحصل على قرشين ينفعونا في ظل الأزمة المالية العالمية!
__
على المستوى الشخصي ، لم أحبذ يوما جرد حياتي بنهاية العام الشمسي ، فالعمل والإنجاز ليس له موسم معين ، وكذلك العقبات والمشكلات لا تنتظر حلول سنة جديدة ، وإن كان تثبيت التاريخ مفيدا في هذا الشأن لدى البعض ولكنه حتما ليس واجبا أن يكون في 31 ديسمبر .
فعلى سبيل المثال ، وصل مستوى سوء الطالع لدي إلى الحضيض خلال شهر ديسمبر ، وقد كان متقلبا طوال العام ، وبعكس العام الماضي الذي بدأ بمشكلة وإن كانت بسيطة - ذكرت في تدوينة سابقة بعنوان فعلا happy new year - فإن هذا العام جاء هادئا تبدو فيه ملامح حسن الطالع .. على الأقل خلال أيامه الأربعة الأولى ، فهل تتوقعون أن يستمر ذلك طوال العام؟ شخصيا لا أتوقع .. ولكني أدعو ربي لذلك!
__
على مستوى المدونة العزيزة وقرائها الكرام ، بت أخجل حتى من الاعتذار عن غيابي الذي يستمر طويلا بين تدوينة واخرى ، وتكاد تنفذ مني الأعذار ، ومع ذكرى ميلاد المدونة الأولى في 8 ديسمبر الماضي قررت أن أحاول جديا العودة للكتابة بانتظام فيها ، فلا أملك أمام كرم الزملاء القراء الكبير سوى الضغط على نفسي للتواصل معهم والتشرف بآرائهم ومتابعة إبداعاتهم في مدوناتهم ، لذا لزاما أن أجدد في هذا الموضوع الجردي اعتذاري وأتعهد بالعمل على العودة الجادة لعالم التدوين .. في حال رغبتم بذلك طبعا :)
__
تمنياتي أن يكون جرد اليوم خفيفا .. وكل وقت وأنتم بألف ألف خير :)