الأربعاء، 30 سبتمبر 2009

تغطية ورشة " التدوين في الكويت "

المدونات سلطة رقابية شعارها «أين الحقيقة؟» كتب أحمد الحيدر وبشاير جمعة:
.
اتفق المشاركون في ورشة العمل التي رعتها هيئة الأبحاث والمبادلات الدولية (آيركس) بالتعاون مع مجموعة من المدونين الناشطين أمس الأول، على أن الانطلاقة الفعلية للتدوين في الكويت بدأت عام 2003، مشيرين الى أن عام 2006 شهد نقلة نوعية، لا سيما مع بروز دور حركة «نبيها 5» التي ينسب الفضل فيها الى المدونات.
.
وقال المدون عبدالعزيز العتيقي ان المدونين في الكويت استطاعوا أن يكونوا قوة مؤثرة على السلطات الثلاث في عالم لا متناه من الامكانات، نشكل فيه العنصر المحفز، معتبراً المدونات سلطة خامسة لكونها تراقب السلطات الثلاث والصحافة التقليدية التي تمثل سلطة رابعة وتحاسبهم وفق امكاناتها ومن دون مجاملات.ولفت الى أن المدونات تمثل أقدم وسيلة تواصل بشرية اذا ما اعتبرت بمنزلة الرسائل التقليدية، مرجعاً كثافة انتشارها الى تسييرها حسب رغبة المدون نفسه، وموضحاً أن المدونين يرغبون في تبيان حقيقة التدوين وفق وجهة نظرهم لا وجهة نظر الآخرين.
.
طبيعة الحياة
.
وذكر مؤسس موقع مدونو الكويت (كويت بلوقرز) بدر الفريح، أن الكثير من الناس خارج البلاد كانوا يريدون معرفة طبيعة حياة المواطنين في الكويت بعيداً عن الأخبار الرسمية والاحصاءات وعالم الأرقام الجامد، ما منح المدونات الكويتية أهمية تنامت مع مرور الوقت.وقال انه أسس في يوليو عام 2004 صفاة المدونات التي كانت تستحدث تلقائياً كل ربع ساعة وترتب المدونات حسب الأحدث نشراً، مبيناً أن الكثير من المدونات لجأت الى التخصص في مجال معين.وعن عدد المدونات الكويتية، قال «بدأت بعدد محدود جداً، وازدادت حتى كسرت حاجز الألف، وما زال الرقم في تصاعد، ويستحدث حوالي 80 موضوعاً يومياً فيها في الوقت الحالي».
.
أفكارأما صاحبة مدونة «شالوت» التي تمثل الكويت في مدونة «192 دولة» العالمية ريم الشمري، فأوضحت أن المدونات مواقع شخصية يمكن لأي كان تأسيسها أو الحصول عليها مجاناً كما البريد الالكتروني، مبينة أنها تقدم الفرصة للتعبير من خلال مواد اعلامية عدة مثل الكتابة والصور والفيديو والصوت، ما يساعد على ايصال أفكار المدون لجمهوره.
.
ورأت أن الجميل في مسألة التدوين، لا سيما تحت أسماء مستعارة، انه يمنح فرصة للحكم على الشخص من خلال أفكاره وطروحاته لا انتمائه أو أي فكرة مسبقة عنه، حيث يمكن أن تكون أنت كمدون أي شخص وجمهورك يمكن أن يكون أي شخص كذلك، مشيرة الى توافر الحرية في انشاء مدونة متخصصة أو شخصية أو غيرها.واستدركت ان «المدونات ليست سياسية فقط، وان كان للمدون رأي سياسي فهذا لا يعني أنها سياسية فقط»، مستطردة أن أغلب المدونات تكتب تجارب الناس اليومية ذات الطابع الشخصيواعتبرت ان لا فرق جوهري بين المدونات الرجالية ونظيرتها النسائية، حيث التدوين وسيلة تعبير عن النفس والفكر وانعكاس لاطياف المجتمع.
.
شخصانية
.
وقال الكابتن حسن رمضان، والذي يكتب مدونة فرناس، ان المدونات في العالم استطاعت خلال السنوات الاخيرة استقطاب مئات آلاف القراء وتشكيل قوة لها تأثير كبير، موضحا ان المعلومات كلما كانت ذات طابع شخصي اكثر كلما كانت اكثر اغراء للمتلقي.
.
واعتبر عدم ثقة الكثير من الناس بوسائل الاعلام الرسمية والخاصة اعطى المدونين ميزة اضافية، حيث يثق فيهم الناس بدرجة اكبر لشعورهم انهم غير مسيسين، وهو ما دفع العديد من المرشحين الانكليز الى الاستعانة بالمدونات لنقل الاخبار الخاصة بهم او تصريحاتهم دون تحريف.واشار الى دراسة اجرتها جامعتي برستون وهارفارد حول الاسباب التي تدفع المدون للتدوين، حيث خلصت الى شعوره بالقدرة على التأثير في فئة او مجموعة او مجتمع معين، وبالتالي رأي عام محدد، مشددا على ان معايير النجاح ليس بالضرورة ان تكون عدد زوار المدونة، بل يعتمد هذا الامر على نوعية المدونة من الاساس وفق تعبيره.
.
وقسم المدونات الى ثلاثة انواع رئيسية هي التخصصية، الشخصية، والفكرية، موضحا ان النوع الاخير لا بد ان يحمل فكرة الصراع التي تدور عن طريق الكتابة، وبالتالي فان معيار النجاح هو مدى التأثير في فكر الزوار وتحويل قناعاتهم، وهي مسألة صعبة القياس، مشيرا الى ان الاخوان المسلمين في الكويت كانوا فاعلين خلال الانتخابات البرلمانية الاخيرة، فضلا عن وجود اقل لليبراليين، الا اننا نفتقر الاحصاءات العلمية حول تأثير المدونات داخل المجتمع الكويتي.
.
مصداقية
.
وقارن ممثل منظمة «غلوبال فويس» المدون عبداللطيف العمر بالمصداقية التي نالتها المدونات في الكويت خلال 5 سنوات فقط بتلك التي نالتها الصحافة المطبوعة خلال اكثر من 30 عاما، مشيرا الى ان كل صحيفة في الكويت تعاملت مع ظهور المدونات، حيث حاربها البعض ودعمها او تابعها البعض الآخر. وذكر ان بعض المدونين اداروا الحملات الانتخابية لمرشحين خلال الانتخابات البرلمانية الاخيرة سواء بشكل علني او دون ان يعلنوا عن هويتهم التدوينية، متطرقا الى فعالية المفقود حسين الفضالة التي نظمها المدونون وحضرها 6 نواب ووزير خارجية، مما يدل على وعي المجتمع بدور المدونين.
.
تشهير
.
من جانبه، قال رئيس تحرير جريدة الآن الالكترونية الزميل زايد الزيد ان هناك فارقا كبيرا بين حرية التعبير واتهام الآخرين بالسرقة والذمة المالية، مشيراً الى ان بعض المدونين ما زال يعتقد ان رفع قضية ضد اي مدون خطا أحمر! واضاف اننا قد نقبل بان ينتقد شكلنا او اصلنا او معتقداتنا ولكننا نرفض تماما الحديث عن الابتزاز والطعن بالذمة المالية، مشيراً الى ان اتهامه بالحصول على عشرة ملايين للاعتراض على احد مشاريع وزارة الكهرباء والماء سبب ضررا لسمعته قد يتكرر كثيرا من غيره اذا ما اعتبرنا رفع قضية على اي مدون خطا احمر.
.
القانون
.
اما صاحب موقع الميزان المحامي محمد عبدالقادر الجاسم فرأى ان القانون قادر على محاسبة المدونين لانهم يمارسون وسيلة جديدة فقط في اداء عمل معروف هو الكتابة والنشر، موضحاً اننا نكون امام فراغ تشريعي عندما تظهر صورة جديدة لافعال غير مجرمة.وانتقد حديث وزير الاعلام عقب خروجه من احدى اللجان البرلمانية، والذي اوضح فيه عدم انطباق قانون المطبوعات والنشر على النشر الالكتروني، مشيراً الى ان اعتراف النائب العام في مقابلة صحفية بحفظ اغلب قضايا الانترنت الفكرية ومن يعمل على تشويه الاخلاق لوجود فراغ قانوني، وهو ما لم يتغير حتى الآن وفق تعبيره.
.
وعبر عن اعتقاده بوجود فراغ تنظيمي لا عقوبي في مجال الكتابة الالكترونية، مشيراً في الوقت ذاته الى اننا لا نحتاج اصلا لهذا النوع من التنظيم لكون الانترنت طبيعته الفضاء المفتوح.واعتبر ان القيود التي يرغب النائب العام بوضعها على النشر الالكتروني شديدة وتهدف في حقيقتها الى «قص وايرات الانترنت»، في البلاد كحل اسهل، متسائلا كيف يمكن للمستشار او القاضي في محاكم التمييز والاستئناف الحكم في قضية الكترونية وهو لا يجيد استخدام الانترنت. .
.
التجربة العراقية
.
اشار الكابتن حسن رمضان الى مدونة سلام العراقي «اين رائد؟» التي تحولت خلال الحرب الاميركية على العراق الى مصدر مميز للاخبار من الداخل ويتابعها ملايين الزوار، مما دعا صحيفة الغارديان البريطانية الى ارسال مبعوث خاص للبحث عن صاحبها وعرض مهنة الصحافة عليه، وهو ما تم الموافقة عليه ليعمل معهم ويغطي الانتخابات الرئاسية الاميركية قبل الماضية.
.
حرية
.
قال ممثل الهيئة الراعية ماثيون شيري انه كصحفي محترف يشعر بقوة الاعلام غير التقليدي والالكتروني المعتمد على الافراد، مشيراً الى وجود علاقة طردية بين ارتفاع حرية التعبير وازدياد مشاركة الناس.
.
نقاشات
.
استمر وجود بعض المدونين عقب انتهاء الورشة حتى منتصف الليل، حيث سادت بينهم احاديث معظمها يصب حول الاوضاع في الكويت ومستقبلها.
.
«القبس» حاضرة
.
استشهد الجاسم بالمقابلة التي نشرتها «القبس» في 27 يوليو 2008 مع النائب العام، معتبرا الحديث الذي جاء فيها دليلا على براءة مدون تواجهه النيابة العامة بأي تهمة.
.
أمن الدولة
.
خلال حديثه عن مراقبة امن الدولة للمدونات، قال الجاسم ان امن الدولة موجود بكل تأكيد هنا اليوم، مما دفع الحضور الى الابتسامة وايماء الرأس تأييدا.
.
نقلا عن " القبس " :)