الاثنين، 7 فبراير 2011

فريج تويتر: أنا أغرد إذا أنا موجود!

لم يعد الساسة في الكويت يحملون الكثير من القلق حول زيارة الديوانيات الكثيرة في مناطقهم إذا ما أرادوا تبيان وجهة نظر معينة أو قياس رد فعل الشارع على حدث محدد أو معرفة توجهاته من أمر ما، فكل ما عليهم فعله هو الوصول إلى "فريج تويتر" ومخاطبة آلاف الناس فيه مباشرة دون أي وسيط! . فخلال الأشهر القليلة الماضية، تضاعفت أعداد النواب والناشطين السياسيين في البلاد من "المغردين" أو مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي الإخباري الشهير "تويتر" ، بعد أن فطنوا أن له من المميزات الكثير، وأن قاعدة مستخدميه آخذة في التوسع لاسيما بين فئة الشباب ، ما يوفر عناء الحركة الجسدية المتعبة في زيارة الديوانيات والتي تستهلك وقتا طويلا جدا يوفره النائب في "فريج تويتر" ليلتفت إلى اهتمامات أخرى قد تصب في الصالح العام أو الخاص. . وإذا كان نواب ومرشحي التيار الوطني في الكويت هم أول من استخدم "تويتر" في سبيل التواصل الانتخابي مع قواعدهم، فإن منافسيهم من المستقلين والإسلاميين احتاجوا وقتا غير قصير لاستيعاب أهميته، قبل أن يبدؤوا بإنشاء حساباتهم الخاصة ويتواصلوا بدورهم مع الجمهور، رغم أن بعضهم قد يعتبره "بدعة" من بدع الغرب! . وكانت المواقع الشخصية للمرشحين هي السمة الغالبة لعمل أي مرشح يطمح إلى النجاح خلال الانتخابات النيابية طوال السنوات الثمان الماضية، لكن فاعلية هذه المواقع لا يمكن قياسها أو مقارنتها بصورة عادلة مع موقع تميز بنظام "السهل الممتنع" مثل تويتر، حيث التفاعل فيه فوري ولحظي، ويمكن لأي مرشح أن يعرف ما يريده منه الناس ويرد عليهم بواسطة كبسة زر فقط، كما أن الكلفة المالية قد تلعب دورا لدى البعض، حيث فتح الحساب فيه مجاني للجميع، ولا يستغرق سوى بضع ثوان، أما المواقع الشخصية فهي تكلف مئات الدنانير كحد أدنى، لتصل إلى خانة عشرات الآلاف في بضع الحالات المحدودة، كما أنها تحتاج إلى بضعة أيام على الأقل لتصميمها، فضلا عن حاجتها لمن يطورها ويحدث الأخبار فيها بصورة دائمة وليس بالضرورة سلسة كما "تويتر". . ورغم أن المواقع الشخصية تتميز بغنى المعلومات والصور التي يمكن عرضها عليه، إلا أن أكثر المواطنين باتوا يفضلون المواقع الأبسط وعلى رأسها تويتر، على طريقة "عطنا الزبدة" التي تذهب مباشرة إلى النقطة المعنية دون جمود. . عودة إلى الساسة، تتصدر النائبة الدكتورة أسيل العوضي قائمة الأكثر ملاحقة من قبل المغردين أو المتابعين في "تويتر"، يليها نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون التنمية ووزير الدولة لشؤون الإسكان الشيخ أحمد الفهد ، رغم أنه الأحدث عهدا بين الجميع، يليه النواب صالح الملا ود.فيصل المسلم، في حين تتنافس النائبات الدكتورات رولا دشتي ومعصومة المبارك وسلوى الجسار على الصدارة النسائية ، كما استحدث العديد من النواب والساسة حسابات خاصة بهم خلال الشهرين الماضيين، ليشعرونا أن قناعتهم الحالية هي "أنا أغرد..إذن أنا موجود!". . وبات بإمكان المغردين متابعة ما يدور في اجتماعات لجان المجلس من خلال بعض النواب، فرغم أن القانون يمنع تسريب الاجتماعات، إلا أن بعض النواب يفضل أن يطلع قاعدته وأصدقائه وعموم الشارع على ما يحدث فيها أولا بأول من خلال "تويتر"، انطلاقا من مبدأ الشفافية والمصارحة مع القواعد الشعبية كما يرون، والأمر ينسحب أحيانا على الجلسات السرية، لاسيما تلك التي استجوب فيها رئيس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد، ما أثار استغراب الكثير من الناس عن مصدر ووسيلة تسريب المعلومات. .
واللافت أن معظم النواب والساسة يستخدمون "تويتر" بأنفسهم ولا يكلفون أحد سكرتاريتهم بمتابعته، فمن لجأ إلى الأسلوب الأخير فضح بشكل عاجل وسقطت أسهمه بين المغردين الذين يفضلون أن يلتقي بهم السياسي شخصيا ساعة واحدة في الأسبوع على أن يكلف أحد السكرتارية بانتحال شخصيته طوال الوقت. . عموما، يمكن التأكيد على أن "فريج تويتر" استطاع خلال فترة قصيرة أن يكون أهم شارع في منطقة السياسة المتغيرة في الكويت، تماما كما العالم، حيث الحرية متاحة للتعبير دون وجود قيود أو "فلاتر" تسمح بمرور ما تشاء وتمنع ما تشاء، ما يعد خطوة إلى الأمام وإن أساء البعض استخدامها.
.
.
نقلا عن صفحة E-Media .. القبس