الأحد، 25 يناير 2009

رحلتي إلى الدوام !

قبل أيام قليلة فقط ، قلت لأحد الأصدقاء خلال حوارنا أن وزارة الداخلية فيما يبدو تطورت خلال السنوات الأخيرة في مجال تنظيم المرور ، مستشهدا بقلة " تحلطم " الناس من الازدحام خلال فترة انعقاد مؤتمر القمة الاقتصادية الأخير ، والذي لم يصدف فيه أنني سلكت أي من الطرق التي قيل أنها مزدحمة . . لم يفعل صديقي حينها شيئا سوى رسم الابتسامة الصفراء على شفتيه ، ما جعلني أدرك أنه يعتقد بأحد أمرين : فإما أنني " عبيط " لأقول هذا الكلام .. أو أنني " أستعبط " ! . ولأنني عودته كما كثير من الأصدقاء مسبقا على أنني من النوع الذي يمارس الاستعباط كهواية ، فإنني آثرت أن يبقى على فكرته هذه حتى يتبين لي ما لا أعرفه في هذا المجال . . قبل قليل فقط ، اكتشفت بأني كنت معرضا لأكون شخصية الموسم الفكاهية بسبب عبارتي تلك لو عرف أنني كنت لا ادري بواقع الحال وكأنني لا أعيش معه على هذه الأرض الطيبة ، وهي نقطة عار في تاريخي لاسيما وأنني الصحفي الذي ينظر إليه بعض الناس بسبب مهنته بأنه يعرف كل شيء عن كل شيء ! . فاليوم ولأول مرة منذ تخرجي من الجامعة قبل 3 سنوات ، أغادر منزلي في الصباح الباكر ، أي موعد اتجاه الموظفين إلى مقرات عملهم ، وهي المرة الأولى لأن طبيعة عملي لا تتطلب مني الالتزام بأوقات محددة ، فاكتشفت كم تنامت ظاهرة الازدحام المروري بشدة خلال هذه السنوات القليلة . . رحلتي بدأت خروجا من المنزل في السابعة وعشر دقائق ، الوجه الصبوحي مبتسم والمزاج أعلى من برج التحرير ، فخرجت إلى الطريق المعتاد متوقعا أن أصل إلى مقر الجريدة بعد 15 دقيقة وفق أسوأ تقدير ، يا لسذاجتي ! . بعد دقيقتين فقط كنت على الشارع العام ، وإذا بزحمة سيارات لم أشهد لها مثيل ، ولأني " عبيط " في موضوع الازدحام كما ذكرت فإنني اعتقدت أن مثل هذه الزحمة لا يسببها سوى حادث مروري ضخم ! . لم يكن اعتقادي السابق مهما بقدر تفكيري بسبل قضاء الوقت في السيارة وسط هذا الازدحام ، فكرت أولا بفتح الراديو للاستماع إلى محطات الإذاعة ، فكانت الافتتاحية مع قناة القرآن الكريم السعودية ، علّي أستمتع بأصوات شيوخ الحرم المكي الشجية أو غيرهم ، لكن لسوء حظي كان يعرض برنامجا عن مضار التدخين ، فانتقلت إلى قناة القرآن الكويتية علّي أقتبس نورا ، ولكنه كان يعرض برنامجا دون المستوى مع كل احترامي للمحطة والعاملين فيها ، فعدت للسعودية لأستمع ، وإذا بالمذيع يقول " وصلنا إيميل طريف يقول أن من سمات التدخين عدم دخول اللص إلى المنزل لأن المدخن دائما ما يسعل " قلت في نفسي " لا يا شيخ ؟ " وواصلت الاستماع ، طرحت بضعة أفكار مفيدة وجميلة في البرنامج ، قبل أن يقول ذات المذيع مرة أخرى " وصلنا إيميل طريف يقول أن من سمات التدخين عدم دخول اللص إلى المنزل لأن المدخن دائما ما يسعل " ! . هنا " جبت آخري " وقررت أن المذيعين لا يملكان المقومات الكافية التي تمكنهما من أداء عملها ، قد تقولون أنني متعصب ، وأنا كذلك دائما في الأمور المهنية لاسيما في مجال الإعلام ! وهي فكرة أفضل بكثير من الاعتقاد بأنهما يشجعان على التدخين ! . أقفلت المحطة وانتقلت إلى الصحيفة المحلية التي أخذتها معي في السيارة دون سبب واضح ، فأنا متجه إلى مقر الجريدة الذي تتوافر فيه يوميا جميع الصحف لنقرأها بحكم طبيعة عملنا ، ولكن الرحمن رأف بحالي وجعلني آخذها لأن عنوانها الرئيسي شدني فاستعجلت قراءة تتمة الخبر ، فألف حمد لله على ذلك كله ! . خلال ربع ساعة فقط انتهيت من الصحيفة ، وكان السير بطيئا جدا ، ظلت الأفكار تجول في ذهني حول سبب هذا الازدحام ، فعدت إلى الإذاعة مجددا علّي أستمع فيها خبرا أو أجد ما يسليني ، فكانت وجهتي نحو قناة " سوا " الأمريكية ، وإذا بأغنية لمطرب لبناني يقول فيها " إنتي عملتي عجأة سير علمفارق .. عالم تسأل بعضها مين ياللي مارق ؟ بوليس ال عالإشارة ولعت في قلبو نارة .. سيارات يمشيهم عكس السير يوديهم .. عم يطلع فيكي إنتي ومش سائل فيهم ! " . . أها .. إذا عرف السبب بطل العجب ، لذلك هذا الشارع زحمة ، سامحهما الله تلك التي أفرطت في عرض جمالها فزادت الازدحام ! . تسألونني لماذا اقتنعت بهذا السبب ؟ أقول لكم إذا كان لبنانيا متشبعا بالجامل والأنوثة الطاغية في بلده يقول هذا الكلام ويفعل شرطيهم ما فعله بسبب فاتنة ، فكيف ببلدنا المليء بـ " الجلحان والملحان " أمثالي وشرطة من فصيلة لا أود ذكرها حتى لا يستدعيني جهاز أمن الدولة أو وزارة الداخلية " تدرون مسوين إدارة جرائم إلكترونية ;p " . . مزاجي تحول إلى التعكير بطبيعة الحال .. بل أن وجهي أصبح شبيها بالحرف X .. أتطلع في المرآة فأرى خلفي فتاة عشرينية " تضبط " مكياجها .. فعلا تستغل وقتها بشكل جيد .. يبدو أنها موظفة منذ فترة .. على الجانب الأيمن رجل يبدو أن النوم غلبه .. فتأخر " كوكش اليهال " الذين يقلّهم في سيارته وعلقوا بالازدحام معنا . . تحركنا قليلا وإذا بشاب من نوع " من نسفته الناس حبته " يحاول تجاوزي بشكل استفزازي ، بحثت في السبب فوجدته يريد الوقوف بجانب فتاة تقود سيارتها " حدك فاضي يخوي ! " وآخر ينظر إلى ويتأفف وكأني أنا من سبب الازدحام ! . لحظات وصارت كاميرا مراقبة السرعة على يساري ، فانتهزت فرصة وقوفي في هذه المفارقة بجوارها لأفعل كما يفعل بعض أخواننا حجاج بيت الله الحرام عندما يرمون الجمرات على الشيطان وقلت " دنتي اللي خربتي بيتي .. ربنا ينتقم منك " ! . بعد ساعة وربع بالتمام ، وصلت إلى مقر الجريدة ، فنزلت راكضا فرحا سعيدا مبتهجا مرددا " يوريكا يوريكا " .. وهي الجملة التي قالها أرخميدس بعد أن اكتشف قانون الإزاحة خلال استحمامه في " البانيو " ومعناها بالعربية " وجدتها وجدتها " ! . لا أدري لماذا قلتها ولكن يبدو أنها تعبير عن الفرحة بالإحساس بالحرية ! . __ السؤال الذي يطرح نفسه بعد قصتي الواقعية التعيسة هذه : لماذا لا تقسم الحكومة بداية ونهاية عمل الموظفين في الوزارات إلى 3 أوقات تبدأ كل واحدة تلو الأخرى بساعة كاملة ؟ ربما ينفع ذلك في تقليل الازدحام ويفرج عن الناس الذين تعبت نفسياتهم بسبب هذا الملل اليومي القاتل . . __ آخر كلمة : تقيم جمعية الصحافيين الكويتية في السادسة من مساء اليوم الأحد ندوة حول الحرية يحاضر فيها وزير الإعلام السابق د.أنس الرشيد ، النائب صالح الملا ، رئيس تحرير صحيفة أوان الالكترونية زايد الزيد . أعتقد أنها ندوة تستحق الحضور لمن يرغب بالاستفادة :)

الأربعاء، 21 يناير 2009

الرجال “silent” .. والحريم " قرقة " !

بداية أعتذر عن الإقلال من النشر خلال هذا الشهر مقارنة بالشهر الماضي ( شهر الإنطلاقة ) ، وذلك لظروف الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي ومن بينها محاولة اقتحام مجال كتابة النص الدرامي التلفزيوني والمسرحي .. ليس حبا بشهرة أو مال ولكن لإيماني القديم بأن محاولة تغيير الواقع مهما تواضعت تبقى أفضل من مجرد انتقاده .. لاسيما أنني ابن هذا المجال الإعلامي ( يعني ولد بطنها ;p ) .. فضلا عن البحث عن التميز قدر المستطاع وقياسه بالكيف لا الكم .. فعذرا من كل من يجد في المدونة جديدا حينما أراد .
__
واستدراكا لما سبق .. قررت نشر فصل آخر من كتابي المتواضع " النساء من الوفرة .. الرجال من العبدلي " لتعم الفائدة كما أرجو .. كما قررت نشر المزيد دوريا حتى نستفيد معا من الموضوعات التي طرحت فيه .. سواء بمناقشتها أو التعقيب عليهاأو انتقادها أو غيره .. وفيما يلي الفصل الثالث من الكتاب .
__
من أكبر المشكلات التي تحدث بين أي زوجين في العالم هي طريقة المعاملة بعد العودة من العمل ، ففي الوقت الذي يحتاج فيه الرجل للراحة " بروحه " ( 12 ) ودون أن يسمع أو يبوح لأحد بشيء ، نجد المرأة تحتاج إلى الحديث والاستماع والفضفضة . . غالبا ما يلجأ الرجل لأمور مثل قراءة الصحف أو متابعة التلفزيون ليشعر بنوع من إزاحة الضغط ، فيما المرأة تريد التحدث عن يومها في العمل حتى " تفضفض " ، وتريده أن يتحدث عن يومه بكل تفاصيله حتى تشعر أنها عاشته معه . . شخصيا ، كثيرا ما كنت أشعر بأن زوجتي " قرقة "( 13 ) عندما أعود من العمل وتبدأ في الحديث ، وكثيرا ما " تنبط جبدها " ( 14 ) من برود أعصابي وقدرتي على البقاء صامتا أو مركزا في الصحيفة أو التلفزيون ! . ولعل طبيعة عملي الصحافي وبقائي في مقر الجريدة اليومية التي أعمل فيها لساعات طويلة كان عاملا مساعدا في إبعادي عن قراءة الصحف في المنزل ، فكثيرا ما كانت تقول " ياي من جريدة ومجابلي الجريدة ؟ " ( 15 ) ، وبصراحة كنت أشعر أن معها الحق في ذلك ، ولكن طبعا أكابر لأني من أبناء العبدلي كما تعرفون ! كما أن ذلك لم يعن يوما أن اترك " ريموت " التلفزيون بيدها لتتحكم بي وتختار القناة التي تريد ! . فهم طبيعة المرأة يساعدنا على معرفة أهمية " شاي الضحى " ( 16 ) بالنسبة إليهن ، فكل ما يفعلنه فيه التحدث و " الحش بخلق الله " ( 17 ) ، وهو إن كان تافها من وجهة نظرنا إلا أنه مهم في تحسين شعورهم ، ما ينعكس إيجابا على حياة الجميع . . يجب أن نعرف أيضا أن طبيعة التفكير المتباينة بين العبدليين والوفريات تجعل الحديث بينهما ذا معنى مختلف وإن تشابهت حروفه . . فعندما تقول المرأة للرجل " أنت لا تسمعني " فإنها تطلب منه الإنصات باهتمام حقيقي وإشعارها أنه حقا يستمع إليها ويهتم بتحسين مشاعرها ، بينما يكون رده السريع عليها " عيل شنو شايفتني مصكر أذوني ؟ ( 18 ) " صدمة تؤكد لها اعتقادها بعدم اهتمامه .
. بالمقابل ، يجب أن تعرف المرأة أن الرجل عندما " يطنشها " ( 19 ) فهو " ماله خلق الدنيا " ( 20 ) ولا مسألة عداء شخصية بينه وبينها ، فهكذا هو يرتاح " ريال ومخه عوي شتسوين بعد ؟! " ( 21 ) ، ولذا أيضا تجدينه أحيانا " يطنشك " ( 22 ) ولا يسأل عن سبب ضيقك ، لأنه يعتقد أنك مثله تريدين أن تكوني لوحدك عندما تتضايقين . . ولعل الأغاني العاطفية منذ القدم وتصوير الرجل بجوار شاطئ البحر وحيدا عندما يكون متضايقا ، بينما المرأة تبوح لوالدتها أو إحدى صديقاتها ، هو خير دليل على ما نذكر . . ( 12 ) بروحه : لوحده ( 13 ) قرقة : كثيرة الكلام ( 14 ) تنبط جبدها : كلمة كويتية تطلق على من يتضايق بشدة بسبب فعل أو حديث ما ( 15 ) ياي : حاضر ، مجابلّي : تجلس أمام ( 16 ) شاي الضحى : عادة كويتية تتمثل في اجتماع النساء وتبادلهن الأحاديث مع شرب الشاي وقت الضحى ( 17 ) الحش : النميمة ( 18 ) مصكر أذوني : مغلق أذناي – غير مستمع ( 19 ) مطنشها : مهملها ( 20 ) ماله خلق الدنيا : يشعر بالملل والتعب والإرهاق معا ! ( 21 ) ريال : رجل ، مخه عوي : مخه غير سوي بلهجة المزاح ، شتسوين : ماذا تفعلين ( 22 ) يطنشك : يهملك

الخميس، 15 يناير 2009

معاناة .. ولكن !

عانيت خلال الأيام القليلة الماضية من تكرار زيارتي لمكان قديييييم تعود علاقتي معه إلى عقدين أو كثر من الزمان .. ألا وهو عيادة الأسنان ..
طبعا من لا يعرفني ويقرأ ملفي يجد العمر 27 أو 28 عاما .. فيظن أن ابتسامتي المشرقة ( إحم إحم ) هي من نعم الله الكثيرة علي التي حافظت عليها بالفرشاة والمعجون .. لكن من يعرفني شخصيا بشكل مقرب - او يدرس طب الأسنان - يدرك أن اسفل ابتسامتي هذه اسنان نخر منها السوس حتى ثمل .. وبالتالي اضطررت لتلبيسها و" ترقيعها " ليس لأبدو جميلا - لأني ولله الحمد قمر بدون شيء ;p - ولكن لأتمكن من تقطيع ومضغ الطعام فقط لا غير !!
المهم هنا أنني عدت الطبيب لاستكمال عمل قديم في 5 أسنان تحتاج التلبيس .. ومن يعتقد أن في الرقم خمسة مبالغة أقول له أن رقمي القياسي يبلغ ضعف ذلك !
طبعا المعاناة لا توصف ليس بسبب الألم لأنني بصراحة لم أشعر به .. فالطبيب هذه المرة شاطر وأثق فيه لأني اتعامل معه منذ حوالي 6 سنوات .. بل بسبب التعب والإرهاق خاصة ان مدة تناهز الساعتين وإن تخللتهما استراحتين تعتبر طويلة .. وإن زدنا أن لدينا مشكلة في الفك ( يبيلي واحد يحوكني بكس ;p ) فإن المشكلة تكون مضاعفة .. وبصراحة يوميا أدعي لمن قال " حط فلوسك بالشمس واقعد بالظلال " .. فقد شعرت معه بأن القطاع الطبي الخاص مختلف عن العام .. بل ويتفوق عليه بمراحل ..
وعندما أعود بذاكرتي إلى الوراء كثيرا .. فإن صورة الممرضة العربية تصرخ في وجهي " افتح بؤك يا وله " وهي تمسكني بقوة مع مساعديها الأشرار تبقى جاثمة أمامي وتأبى التزحزح .. وهو ما زرع معي بكل اسف عقدة نفسية من طبيب الأسنان منعتني من زيارته دون مبالغة حتى بلغت سن المراهقة .. ونحن نتحدث هنا عن أكثر من 8 سنوات .. وتطلبت مرحلة التغيير مني شجاعة أشكر الله أني امتلكتها ولو متأخرا .. ولكن مع مرور الوقت صارت الإبرة التي حصلت بفضلها أول مرة على الصراخ والألم من الممرضة " الغولة " كما أسميتها في حينه خيارا استراتيجيا أسأل الطبيب عنه تفاديا لألم العمل في الضرس أو العصب أو اللثة ( مع ملاحظة أني صرت خبيرا في كل أمور الفم وأفهم أكثر من اطباء بعض المستشفيات الحكومية !! ) ..
بقي عندي جلسة التركيب فقط الإثنين المقبل بإذن الله .. وهي أسهل مرحلة مقارنة بما سبق ..
أما موضوعي اليوم ( ادري بتقولون مصيبة كل هالقرقة طلعت مقدمة ;p ) فهو لا يتعلق مباشرة بوضع الطب في بلادنا المتقدمة صحيا على العالم اجمع ;) .. بل هو برأيي اخطر من ذلك بكثير ..
لعل قصة حياتي السابقة شهدت في أحد فصولها منعطفا مهما برأيي .. وهو الممرضة " الغولة " التي اكرهتني بطبيب الأسنان .. ما أثر سلبا على حياتي بأكملها سامحها الله ..
فالتهذيب في الصغر كالنقش على الحجر .. ولو كنت مهذبا في معرفة أهمية دور طبيب الأسنان في حياتي لما فارقت الفرشاة والمعجون والمسواك والخيط أيضا !!
قبل أيام جاءتني صغيرتي كوثر ( لاحظوا انها كثيرة التواجد في المدونة مؤخرا .. اتمنى ألا تنزعجوا :) ) لتشكو لي مسألة كبيرة تسبب لها أزمة تدفعها لعدم الذهاب إلى الروضة .. سألتها ما المشكلة فقالت " بابا أسيل ووضحة يقولون أنا .. وكله يعيبون علي لما أقول آنا " .. لاحظوا الأف في الكلمتين .. هذه كل المشكلة ..
أخذت الموضوع كعادتي معها على محمل الجد .. وصرت أشرح لها كيف أن الأنا والآنا يكملان بعضهما .. وأن هذا الاختلاف طبيعي وفطري في البشر ويصب في الصالح العام متى ما احتويناه وادركنا الأهداف الأسمى ..
بالطبع قلت لها ذلك بلهجتها وكلماتها .. ولكنه محتوى الرسالة الذي أعتقد أنه وصل .. ولكنها بقيت على رأيها في عدم الذهاب إلى الروضة بحجج أخرى .. وكان لها ذلك لأنها " دلوعة أبوها " فقط لا غير :)
من جانب آخر ( هذي بايقها من الجريدة ;p ) في عالم التدوين الجميل .. وجدت خلال أيام شهر محرم من تصب منهم الطائفية صبا .. ليسوا من السنة أو الشيعة فحسب .. بل من الطرفين بكل أسف ..
وجدت كذلك مدونون ومدونات ( مثل صندوق حمد - فريج سعود - زوز عقر بقر - أبولطيف - وليعذرني من لم أذكر اسمه بسبب خيانة الذاكرة ) لا يملك المرء أمام عقلياتهم النيرة سوى الانحناء احتراما .. فهم قمة في العقلانية والطرح الراقي .. وأقل ما نقوله لهم هو شكرا من أعماق القلب ..
وجدت فئة ثالثة تخطئ وتشارك في شق وحدة الصف بحسن نية .. تارة بحماية أبناء طائفتها من خزعبلات الطائفة الأخرى كما تزعم وكأنهم يهود قريش وليسوا مسلمين .. وتارة بالغلو في التعبير عن المعتقدات إلى درجة تتجاوز حدود الأدب وتصل إلى الاستهزاء .. وهم في سوادهم الأعظم للأسف يجهلون عمق تأثير عملهم التراكمي هذا ..
وعند التفكر فيما دفع كل فريق لاتخاذ هذا المسلك او ذاك .. نجد التربية عاملا أساسيا في الأمر بلا ادنى شك ..
لا ادعي الكمال والعياذ بالله .. فالعيوب تملؤني من رأسي إلى أخمص القدمين .. ولكن تخيلوا لو ان كلا منا أوضح للمقربين منه بدءً بأبنائه عدم صحة التعصب الآخذ بالازدياد بكل أسف جيلا بعد جيل .. وضرورة وقفه بمختلف الطرق وأولها ترك ما يختلف عليه والتركيز على ما يتفق عليه .. كيف سيكون وضع الأجيال المقبلة ؟
برأيي الشخصي المتواضع الموضوع خطير جدا .. ونار الطائفية بكل أسف متقدة فيما بين أبناء الوطن الواحد .. وهي وإن كانت تحت الرماد فإنها تنتظر من يؤججها من الطرفين .. وما أكثر من لا تهمهم الكويت ولا أي بلاد ومستقبلها .. فالمصلحة الذاتية تعلو فوق كل شيء ..
أتمنى ألا اجد بين الردود من يناقش الاختلاف بين المذاهب أو يتبادل الاتهامات ويجرنا لجدل عقيم .. فالهدف من الموضوع غير ذلك تماما ..
وتمنياتي للجميع بعطلة نهاية أسبوع جميلة :)
__
أحد الأصدقاء علق على إبقاء فمي مفتوحا أمام الطبيب لمدة ساعتين قائلا " يا أخي احمد ربك .. على الأقل قدرت تفتح فمك " .. لا أدري ماذا يقصد .. هل يقصد لا سمح الله أن الدول العربية ديكتاتورية لا يستطيع الإنسان أن يفتح فمه فيها ؟ لا أعتقد ان فكرة بهذا الغباء ترد على خاطر أحد !!
__
وصلتني عبر الإيميل قصة جميلة - لها علاقة بالفم - أرى ان أشارككم فيها :)
تعلّم أن تبقي فمك مقفلا أحيانا ! :-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-::-:-:-:-: سأحكي لكم حكاية حدثت فيما مضى من الزمان :يحكى أنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة ، وهم ) عالم دين- محامي- فيزيائي ( ... وعند لحظة الإعدام تقدّم ( عالم الدين ) ووضعوا رأسه تحت المقصلة ، وسألوه : ( هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها ؟ ( فقال ( عالم الدين ) : الله ...الله.. الله... هو من سينقذني وعند ذلك أنزلوا المقصلة ، فنزلت المقصلة وعندما وصلت لرأس عالم الدين توقفت .فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح عالم الدين فقد قال الله كلمته . ونجا عالم الدين .وجاء دور المحامي إلى المقصلة ..فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ، ولكن أعرف أكثر عن العدالة ، العدالة ..العدالة ..العدالة هي من سينقذني .ونزلت المقصلة على رأس المحامي ، وعندما وصلت لرأسه توقفت ..فتعجّب النّاس ، وقالوا : أطلقوا سراح المحامي ، فقد قالت العدالة كلمتها ، ونجا المحامي وأخيرا جاء دور الفيزيائي ..فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟فقال : أنا لا أعرف الله كعالم الدين ، ولا أعرف العدالة كالمحامي ، ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول فنظروا للمقصلة ووجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول ، فأصلحوا العقدة وانزلوا المقصلة على رأس الفيزيائي وقطع رأسه .وهكذا من الأفضل أن تبقي فمك مقفلا أحيانا ، حتى وإن كنت تعرف الحقيقة
__
ذكرى رحيل امير القلوب مؤلمة .. قاسية .. أتمنى أحيانا أن أعيد الزمن لأبقي أحبائي الذين افتقدتهم دون أن انال منهم كل المعرفة والخبرة وغيرها .. الشيخ جابر .. جدي العزيز .. والدي الغالي .. جميع موتانا وموتاكم .. رحكم الله وأغمدكم فسيح جناته ..

الثلاثاء، 6 يناير 2009

فعلا happy new year !!

كثيرة هي المواقف التي نشعر فيها بالملل .. وكثيرة هي الأوقات التي لا ندري كيف نقضيها ..
الشعور بالحبس لمن لم يجربه ( يعني الكلام ما يشمل خريجين السجون ;p ) قاس لا يطاق تحمله لأي كان ..
ما جعلني أسطر هذه المقدمة هو ما حدث معي في سفرتي الأخيرة إلى الشقيقة قطر .. حيث طارت رحلتي - غير الموفقة - في تمام الخامسة والنصف فجرا .. يوم 1 يناير الماضي ..
كل شيء كان يسير حسب الأصول إلى ان وصلنا مطار الدوحة الدولي .. أو بالأحرى في سماء الدوحة فوق المطار .. وذلك عندما اخبرنا قائد الطائرة أن مسارها سيتغير إلى الدمام ما لم يزل الضباب خلال الدقائق القليلة المقبلة !!
لا أدري هل بفعل السهر أو غيره فإنني تخيلته يمزح .. come onnnn .. من الدوحة إلى الدمام .. بجوارك دبي ;p او على الأقل البحرين محروسة في العين ;) إلا انه جدد بعد بضع دقائق قوله " سنتجه إلى الدمام " !!
وصلنا إلى الدمام بعد حوالي نصف ساعة ( لو مكمل راد كويت جان ابرك !! ) وانتظرت دقائق حتى ينزلونا من الطائرة ..
الدقائق صارت عشرات .. ثم مئات !!
بقينا محبوسين في الطائرة قرابة 7 ساعات !!
الكابتن أجنبي محترم .. ينتظر أولا تزويده بالوقود .. ثم دوره في الإقلاع والعودة إلى الدوحة .. التحلطم يسود الطائرة .. لو كان قائدها عربيا لـ " لف مخهم " بكلمتين وطار بعد صفاء الجو مباشرة !!
ورغم أني فرحت في البداية لخبر التأخير .. لكوني كنت أشاهد فيلم " meet dave " لإيدي ميرفي .. وبالتالي سأتمكن من استكماله .. إلا أن السحر انقلب علي وتورطت !!
لم أجد وسيلة لقتل الوقت سوى ما فعلته ابنتنا المصونة كوثر .. والتي افترشت 3 كراسي ونامت منذ طرنا حتى وصلنا إلى الدوحة ( نوم العوافي ;p )
تسألوني لماذا لا أتسلى بكتاب رغم علاقتي الجيدة بالقراءة ؟؟
أولا لأني كنت احمل اكثر من 90 كتابا لإيصالهم لجناح دايموند بوك في معرض الدوحة للكتاب .. لكنهم للأسف جميعا في " كرتون " ذهب مع الحقائب .. ولم احتفظ باي نسخة لكون الرحلة قصيرة .. ساعة زمان ونصل !!
وثانيا أن " مخي مقفل " من السهر .. فالرحلة كما تعلمون فجرا ..
المهم أنني قررت النوم .. وبعد جهد جهيد ( لاعب كرة مو نايم ههه ) تمكنت من النوم لساعة .. فأيقظني ضحك مجموعة من الشباب الذين حضروا مثلي إلى الجزء الأخير من الطائرة ليجدوا فراشا مناسبا ..
أيقظوني وحقدت عليهم .. ولكن ما لبثت أن " قطيت أذني " وتسليت بما حكوه من " سوالف " :)
أحد الأصدقاء القدامى كان بينهم دون ان ألحظه .. سلم علي لاحقا وأحضر كاميرا فيديو صور بها معاناتهم .. و"خذ عبط " منهم :)
إحدى المسافرات جاءت تسألني " لو سمحت إنت طالب ببريطانيا ؟ " .. أجبتها بأدب مراعاة للظروف : كلا ..
ولو لم نكن في تلك الظروف لقلت " جامعة كويت وناجح جوازا ;p " ..
أفكر في أي شيء أسلي نفسي فيه .. سألت المضيف هل تودون مساعدة في " غسيل المواعين " ؟ ولا ادري لماذا ابتسم !! ;p
نوم .. " قز" في أرجاء الطائرة .. ألعاب .. وغيرها مما شغل الوقت .. حتى عدنا إلى الدوحة ظهرا منهكين .. وبالطبع طار اليوم بأكمله بعدها في النوم ..
المضيفة تقول وبكل وقاحة أثناء خروجنا Happy new year !!
واضح جدا .. إذا كان هذا أولها .. فالله يستر من " تاليها " !
___
النائب الفاضل أحمد المليفي أعلن قبل قليل انه يفكر جديا في توجيه استجواب لرئيبس الوزراء لأن الحكومة لا تحضر جلسات مجلس الأمة ..
لا تعليق عندي .. ماذا عنكم ؟ :)