لا أعرف السرّ الذي يمكّن "النرفزة" أو العصبيّة من التسلّل بسهولة ويسر في حياتنا عندما نتعرض لأي موقف سخيف غير مُتوقّع!
قبل أيّام، توقفت سيارتي فجأة عن العمل بعد "فرارة" طويلة منذ الصبّاح، لم يكن التوقّف بسبب عطل ميكانيكي بل لخلو الخزّان من الوقود! وهو أمر مُستغرب في عام 2015 😋
كدت أغضب لولا أنّي تذكّرت أنه كان يوماً حافلا بالإنجازات، فتبسمت وواجهت الموقف "المليق" بسياسة الاستعباط، وهي سياسة منتشرة في الكويت والعالم العربي، حيث الكل يستعبط على الكل، ثم اتصلت على جاسم أشكناني، الصديق الكويتي، وكلمة كويتي في اللغة مرادفة لكلمة شامت! حتى يأتيني بالوقود.
خلال ذلك، تسلّيت كثيرا، التقطت صورا تذكارية مع عمود الإنارة وإعلانات الشوارع، وأحصيت عدد السيارات التي مرّت في الشارع ولم تقف لي! طبعا لو كنت أملك "مؤهلات أخرى" لوقفوا.."طيّح الله حظهم" 😬
لم تكن المرّة الأولى التي أواجه فيها طارئا سخيفاً بهذا البرود، حيث سبق أن انسكبت علي القهوة في أفخم مجمع تجاري في البلاد "الأفنيوز"، فضحكت من القلب على ردة الفعل التي بدت على وجه صديقي وهو ينظر للموقف 😂 ونهضت من مكاني لأمشي كما عارضي الأزياء وسط المجمع نحو أقرب محل ملابس..فأشتري ما خف وزنه وسعره والحياة سعيدة!
كل الدراسات الحديثة أثبتت أن الهدوء وضبط الأعصاب يساعدان على حل المشاكل بشكل أفضل، تخيّل لو أنّك تسير في طريق ما ووجدت أمامك حائطاً كبيرا يسدّه، ما الذي سيحدث لو ضربته "بُكس" بكامل قوتك؟ بالطبع ستتألم يدك ولن يتأثّر! لكن ماذا لو أتيت بقلم جميل ورسمت بابا في هذا الحائط لكي تستطيع المرور؟ أيضا لن تنجح..نضحك على بعض؟ 😂 لكنك على الأقل ستكون مرتاح الذّهن..وتبدأ بالبحث عن الباب حتى تخرج منه، أما إن كان الباب مقفلا فاضرب رأسك بالحيط! 😁
نهاية، أقول لكم أن الحياة أسخف من نقضيها غاضبين، وأقصر من أن نمضيها حانقين، فتبسّموا جزاكم الله خيرا!واعلموا أن ما يعكّر مزاجكم هنا لا شيء أمام المآسي التي تحدث هناك..ويعيشها أولئك!