الأحد، 25 أكتوبر 2009

خنفروش


أحضر "استكانة" (1) واحدة من السكر .. وأضف عليها مثلها من الطحين الأبيض .. واكسر فوقهما بيضتين .. ثم اخلطهما جيدا حتى يصبحون جميعا مادة واحدة .. قبل نقلهم إلى المقلاة المسكوب فيها القليل من الزيت وموضوعة فوق النار .. واحرص بعد حوالي 15 دقيقة أن تقلب العجينة حتى يطبخ الوجه الآخر . . هذه هي باختصار طبخة "الخنفروش" الشهيرة جدا في دول الخليج العربي قديما ، والتي كما هو واضح من مكوناتها فإنها غنية بالعديد من المواد الغذائية المفيدة للجسم . . إلى هنا وأنا أشعر أنني الشيف أسامة (أو حتى ربما منال !) لكوني أصف طبقا لذيذا جدا ألجأ إليه كلما جار علي الزمن ! . وإلى هنا ينتهي دور القراء "البطينية"(2) الذين يبحثون عن كتب الطبخ ولا يقبلون في معارض الكتب والمكتبات إلا عليها "قلعتكم(3) قصيت عليكم (4) واشتريتم كتاب فيه وصفة واحدة فقط :p" ، ومن هنا أنطلق بسم الله .. بسم الله .. توكل يا أحمد على الله(5) .. عفوا .. من هنا أنطلق في صياغة كلماتي المتواضعة في هذا الإصدار الاجتماعي الذي أتمنى أن يكون خفيفا على قرائه .. مفيدا في تسليط الضوء على بعض الظواهر الاجتماعية المتفشية في المجتمعات العربية ، لاسيما الخليجية ، مليئا بالحكم والمواعظ التي مرت علي خلال عمري المديد (وهذه الجملة أقولها تلزقا بالشياب (6)) علّ من يطلع عليها يبدأ التغيير من نفسه قبل الآخرين. . إذن فما أهدف إليه هنا "طبخة" اجتماعية منوعة تشبع ذهن القارئ الكريم ولو إلى حد ما ، وفي ذات الوقت فإن لي في الإصدار مآرب أخرى ، منها توضيح معاني بعض الكلمات الخليجية الجميلة من خلال تسخيرها في صياغ الموضوعات المطروحة ليعرف الجيل الصاعد (ولو إن شكله نازل ولكن دائما يقال أنه صاعد) ما كان ينطق به الآباء والأجداد ، وإذا تزامن ذلك مع معلومة هنا وأخرى هناك فلا ضرر من ذلك! . ماذا أيضا ؟ غاية أخرى أطمح إليها من خلال هذا العمل بل وأرى من وجهة نظري المتواضعة أنها مهمة وشبه مفقودة هي صياغة نوع من التأريخ للحياة التي نعيشها اليوم ، بالطبع لم ولن حتى أتجرأ أن أقارن نفسي بالمرحوم الشيخ عبد العزيز الرشيد(7) ودوره العظيم في هذا الشأن ، ولكن ذلك لا يمنع أن ننتبه أن نظرة واحدة إلى مراهقي اليوم تشعرنا بحجم التغيير الهائل الذي طرأ عليهم مقارنة بما كنا عليه خلال تلك الفترة من حياتنا .. أي قبل بضع سنوات! فكيف إذا تحدثنا عن مدة أطول تمتد إلى عشرات وربما مئات السنين (حسب مدة احتفاظكم بهذا الكتاب .. إذا لم ترموه مباشرة!) ، ولا ننسى أن أبناء المستقبل يريدون معرفة تفاصيل حياتنا البسيطة قدر المستطاع ، بل وحتى معاني الكلمات الحديثة بالنسبة إلينا اليوم التراثية بالنسبة إليهم ، لا أقول ذلك من باب التنجيم ولكن لأننا اليوم نحنّ إلى معرفة كل شيء عن حياة القدماء ، أو على الأقل كثير منا هكذا! . وكما مجتمعاتنا الخليجية والعربية المتماسكة رغم اختلاف الألوان فيها ، يأتي الخنفروش المتماسك رغم اختلاف المكونات ، ويأتي الكتاب الذي يصب في أهداف محددة رغم اختلاف الموضوعات . . يبقى أن أقول أن العديد من موضوعات هذا الكتاب سبق نشرها في مدونتي الالكترونية (8) ، والتي ساهم قراءها الكرام بتعليقاتهم السخية وآرائهم القيمة ونقدهم البناء في تشجيعي على طباعتها ورقيا وإضافة موضوعات أخرى إليها ، فلهم مع هذه المقدمة جزيل الشكر والتقدير ، ولنا وقفة مع موضوع التدوين بين فصول الكتاب لاحقا. . حتى لا يزيد الكلام ولا ندخل الصلب التمام (لا تسألوني عن المعنى فالوزن أعجبني) ، ينتهي التوضيح .. وتبدأ بقية حكايات الكتاب!
__
(1) استكانة : كوب صغير يشرب فيه الشاي عادة في الخليج. (2) البطينية : محبي ملء بطونهم بالطعام. (3) قلعتكم : تستحقون ذلك. (4) قصيت عليكم : خدعتكم. (5) أصلها أغنية "توكل على الله يا الأزرق" ، وكانت تغنى لمنتخب الكويت الوطني قبل أن يتحول إلى "أزيرق"! (6) تلزقا بالشياب : تقربا من كبار السن. (7) عبد العزيز الرشيد : عبد العزيز بن أحمد الرشيد، مؤرخ وأديب كويتي ولد عام 1887، وتوفي في جاكرتا في 3 فبراير 1938، عمل في الصحافة وكتب في التاريخ له مؤلفات عديدة من أهمها كتاب "تاريخ الكويت"، وكان من الداعين إلى فهم الإسلام الفهم الصحيح مع يوسف بن عيسى القناعي ، وقد كان أول الدعاة مع يوسف بن عيسى القناعي الذين أباحوا قراءة الصحف وطباعتها ودعوا إلى تعليم العلوم العصرية ووقفوا أمام دعاة الرجعية في الكويت ، وقد أهدر دمه من قبل أحد شيوخ الدين المتزمتين. شارك في معركة الجهراء عام 1920، وجرح فيها. يسمى بمؤرخ الكويت الأول، لأنه أول من أصدر كتاب في تاريخ الكويت في عام 1926 ، ويسمى أيضا برائد الصحافة في الكويت، لأنه قام بإصدار أول مجلة في الكويت وهي مجلة الكويت في عام 1928.في يوم 18 فبراير 2009 أعلنت رابطة الأدباء الكويتيين عن اتفاقها المبدئي مع وزارة المواصلات على إصدار طوابع بريدية تذكارية تخليدا لذكرى رواد الحركة الثقافية وكان هو من ضمن الأسماء المطروحة.(نقلا عن ويكبيديا)
(8) عنوان المدونة : www.bokawthar.blogspot.com
___
الزملاء المدونون والقراء الكرام .. هذه باكورة موضوعات الإصدار الجديد المتزامن مع انطلاق معرض الكتاب الدولي الأربعاء المقبل .. كما سيصدر كتيب آخر بعنوان "حياتنا" .. وهما متوفران في جناح بلاتينيوم بوك في الصالة 5 .. تمنياتي ان يعجباكما .. وألا تبخلوا بالنقد والآراء :)

الخميس، 8 أكتوبر 2009

الموبايل

حتى لا أتعرض لمزيد من " الزف " لانقطاعي عن المدونة .. وحتى أحرك المياه الراكدة فيها .. ولأن ذهني مشغول جدا وقلبي يحن للقراء والقارئات الزملاء الأكارم .. لم أجد حلا سوى العودة لإصداري المتواضع " النساء من الوفرة الرجال من العبدلي " حتى أقتطف منه موضوعا وأسمع المزيد من النقد .. . لمن يقول بينه وبين نفسه " غثنا بكتابه الفاشل كل يوم يسوي له دعاية " أقول " كيفي ;p " .. ولمن يرغب بالحصول على نسخة أتمنى ألا يتردد ويكرمني بالسؤال عبر الإيميل حتى أرسل له واحدة مجانا والمنة علي أيضا لأنه سيبدي الرأي والنصيحة حسب توقعي :) . المهم . هذا أحد احب الفصول إلي لأن الكتاب الأصلي " الرجال من المريخ النساء من الزهرة " لم يتطرق إليه لوجود فوارق بين مجتمعاتنا ومجتمعاتهم الغربية .. آملا أن ينال استحسانكم .

__

" الموبايل " . إحدى أكثر الأمور التي تفعلها الزوجة بدافع الحب ويتضايق منها الزوج هي مسألة الاتصالات المتكررة من قبلها ، فلا تكاد تمضي دقائق من آخر مكالمة بينهما حتى تعاود الاتصال مرة أخرى . . تفصح المرأة أحيانا أنها تتصل بدافع الاتصال فقط ، أي أنها مشتاقة أو تريد التحدث مع زوجها الحبيب ، وفي أحيان أخرى تتحدث في أمور يرى الزوج أنها تافهة و"مو وقتها " ! ( 30 ) . في حال تكرار اتصالاتها ، غالبا ما يلاحظ الزوج أنها لا تقول كل ما تريد في مكالمة واحدة ، فمكالمة لـ " اذهب إلى الجمعية واشتر بعض الكاكاو " ، وأخرى لـ " ييب معاك عصائر ومشروبات " ( 31 ) ، وثالثة " ترى نحب العلك والجلي " ، والرابعة " لا تنسى تروح الجمعية ! " والخامسة .. " يصكره بويهها ويفتك " ! ( 32 ) . إضافة إلى كل تلك المكالمات ، تبدأ الزوجة المهتمة بزوجها بإرسال الرسائل القصيرة ، بدءً بالغرامية ، مرورا بالنكت ، وصولا إلى " السوالف " ( 33 ) الأخرى ! . بالنسبة للمرأة ، فهي تعبر عن حبها ومشاعرها الجياشة ومدى غبطتها وفخرها بشريك حياتها من خلال الاتصال الدائم ، بينما بالنسبة للرجل ذو التفكير المختلف فهو يقول " شفيها هذي أذتنا ؟ " ( 34 ) ، وقد ينزعج حقا من كثرة اتصالاتها ، بل قد يعتبرها تشك في مكان تواجده وبأنه يخونها مع غيرها ولذا فهي تريد التأكد من موقعه .. بمعنى أنه يعتبرها جاسوسة وليست زوجة ! . وفي مقابل إسراف المرأة في الاتصال ، نجد شحا كبيرا لدى الكثير من الرجال في هذا الجانب ، فالنسبة إلينا ، فإن التركيز الشديد يعني عدم أداء أكثر من عمل مهم في ذات الوقت ، وبالتالي فإننا عندما نكون في العمل أو المكتب قد لا نتصل بهن لساعات ، لأن بين أيدينا أوراق وأمورا يجب أن ننجزها . . تحتاج المرأة منا إلى عكس ذلك تماما ، فكلما كانت اتصالاتنا بها أكثر كانت هي أسعد ، فهي تريدك أن تتذكرها وان تكون معك في كل وقت .. العمل .. النادي .. المقهى .. الديوانية .. وكل مكان . . قد لا يعني لنا الكثير أن نرسل إليها " مسج " لا تتجاوز قيمته 20 فلسا كل نصف ساعة ، ولكنه بالنسبة إليها يعني أنها لم تغب عن بالك ولا لحظة واحدة ، ما يجعلك محط اهتمام وتقدير وتدليل تام ! . إذن ، التفسير الصحيح لاتصالاتها المتكررة واستغلال معرفتنا بقيمة رسائلنا واتصالاتنا بها قد يمنحنا فرصة لتصحيح الكثير من الأوضاع المقلوبة ، والتي قد لا نرى بينها وبين هذا الأمر علاقة مباشرة ! . هناك قضية أخرى في ملف الهاتف النقال تقف أمامها المرأة مطولا وهي الاسم الذي يخزن زوجها فيه اسمها . . من المعيب في نظر المرأة أن يسجل زوجها اسمها " حاف " ( 35 ) بدون أي إضافة في هاتفه النقال وكأنها " واحد من الربع " ! ( 36 ) فهي تريده دائما أن يدللها ويصفها بأحسن الأوصاف . . تحب المرأة أن يسميها الرجل في هاتفه بأسماء دلع متنوعة ومتغيرة دوريا ، فهي تريد أن تكون مرة " عمري " وأخرى " حبيبتي " وثالثة " حياتي " وهكذا دائما ، وإذا جاء لقب " أم العيال بينها " فلا ضير في ذلك ، أما أن يكون هو اللقب الأوحد فهناك معضلة بالنسبة إليها ، لأنها تشعر من خلال ذلك بأنها ليست أكثر من " أم العيال " ! . يتحجج الكثير من الرجال بالحرج أمام أصحابهم ومعارفهم من تسمية زوجاتهم بألقاب دلع في هواتفهم المحمولة ، ويؤكد الكثيرون أن أصدقائهم ومن باب " الميانة " ( 37 ) يعبثون بهواتفهم ويطلعون على الأسماء المخزنة فيها ، وبالتالي فهم " ينقدون عليهم " ( 38 ) عندما يرون اسم مثل " حبيبتي " ! . بداية نؤكد ونحن من معشر الرجال أن مسألة " التعبث " هذه غالبا ما يكون مبالغا فيها ، لأننا نحب ألا يعبث أحد بهواتفنا وبالتالي فنحن لا نعبث ، وإن حصلت فهي محدودة جدا ، وما يجعلها لا تحدث هو قوة شخصياتنا وقدرتنا على منع من يفعل ذلك إن شئنا ولو تطلب الأمر القوة والحزم . . ثم لنسأل أنفسنا ما الضير إذا رأى أحد هاتفنا وهو يرن أو في غيره من الأوقات ومكتوب فيه اسم " حبيبتي " ؟ هل بات الحب بين الزوجين يشكل جرما لا يمكن غفرانه ؟ من الطبيعي أن نحب نساءنا لأنهن – أو لأننا نريدهن – ألا يحتجن أو يكون لهن أحد غيرنا ، فالمسألة " ما فيها شي " ( 39 ) نهائيا ، فهن بالنهاية كائنات حية مثلنا ولديهن مشاعر واحتياجات ولسن مجرد جماد ! . ولنتذكر دائما .. في حال تقصيرهن فالشرع حلل لنا 4 زوجات ليعوضننا ، ولكن في حال تقصيرنا فـ " العوض على الله ! " . . __ ( 30 ) مو وقتها : الوقت غير مناسب للخوض فيها ( 31 ) ييب : أحضر ( 32 ) يصكره بويهها ويفتك : يغلق السماعة ويتخلص منها ! ( 33 ) السوالف : الحكايا أو الموضوعات ( 34 ) شفيها هذي أذتنا : ما بها أزعجتنا ( 35 ) حاف : مجرد أو بدون أي لقب ( 36 ) واحد من الربع : أحد الأصدقاء ( 37 ) الميانة : القوة التي تكون عندها العلاقة بلا حواجز ( 38 ) ينقدون عليهم : ينتقدونهم ويستصغرون فعلتهم ( 39 ) ما فيها شي : لا ضير أو مشكلة فيها