لكن كفّ يدي حقا تحكّني منذ أيام..
وقد يقول البعض أن اموالا قادمة في الطريق..فأقول له "الله يسمع منك"..لكن تجاربي السابقة تقلقني كثيرا في هذا الشأن!
أما التعويذة التي قد تزيل عني همّ المصروف المفاجيء..فهي استخدام يدي في غاية أخرى تهلكها وتزيل عنها الحكّة..ولا خير من الكتابة لتحقيق هذا الهدف..وفي عالم الكتابة لا خير من المدونة التي بت أشعر بشيء من الغرابة معها لقلة ما أتواجد فيها..حتى طغى في نفسي الشوق حقا إلى تفعيلها..والعودة إلى التلذذ والاستفادة بآراء قرائها الكرام الذين أستفيد منهم اكثر مما أفيدهم..هذا إن كنت أكتب ما ينفع أصلا!
إذن...ائذنوا لي أن أكتب اليوم فقط لأني أريد الكتابة..وطالما لازلت قادرا عليها فلن أحرم نفسي منها..لاسيما أن كثرة الحرمان أنهكتني مؤخرا..
__
أما منذ متى وهذا الشعور الشيطاني الإجرامي يراودني (وأعني الكتابة والتعبير وفق رأي عالمنا العربي)..فلا أعلم منذ متى تحديدا..لكنه حتما تأجج مع مشاركتي في إلقاء ندوة حول التدوين والإعلام الإلكتروني عموما في جامعة الخليج قبل أيام..والتي شاركت فيها بجوار الزميل المدون خالد العتيبي صاحب مدونة حاكي عقالي الشهيرة..
وبمناسبة الحديث عن الندوة..أجد لزاما علي تكرار أول ما قلته فيها..وهو أنني الأقل خبرة ومكانة وتأثيرا بين المدونين..وأن ظهوري في الندوة لا يعني أنني ممثلهم الشرعي أو سفيرهم..بل أن أحدا لا يستطيع ادعاء ذلك أصلا..لكن المسألة آلت إلي لعدة عوامل أهمها عدم رغبة الكثير من الزملاء المدونيني في الكشف عن هوياتهم..وغيرها من الأسباب..لذا كان لابد من قبول المشاركة والتنويه حول هذه النقطة..وآمل ألا أكون "خرتها" في الندوة وشوهت سمعة المدونين!
هنا يأتي دور الكرام ممن حضروا في التقييم والنصح والتوجيه والنقد..ووالفعلين الأخيرين هما الأحب إلى قلبي..لذا أرجو عدم البخل فيهما!
__
لا أحب الخوض في المجال السياسي..ولدي قناعة شخصية بأن السياسة تعاسة في تعاسة..لكني أجد نفسي أحيانا مضطر للخوض في ما يمكن اعتباره سياسة..وإن كان المدخل اجتماعيا..وأحيانا أخرى تضطرني فضائح ووقاحة أعمال الساسة إلى التذمر وممارسة عادة إبداء الرأي الكريهة كما ذكرنا في مجتمعاتنا!
ومن باب الأمانة أذكر أن رأي البند المتعلق بسوء السمعة كان يغيب عني كما الكثيرين..لكن نبهتنا إليه النائب د.أسيل العوضي..التي وإن اختلفنا معها كثيرا سابقا فإننا نرفع لها القبعة احتراما هذه المرة على رؤيتها للمسألة من زاوية مختلفة واطلاعها الحسن على اللائحة الداخلية..
نهاية..الأجدى أن يحترم النائب خلف دميثير تاريخه السياسي الممتد منذ ولادتي قبل ثلاثين عاما ويستقيل بعد إدانته بالجريمة..حتى يثبت للناس أنه على الأقل ليس من عباد الكرسي!
بمناسبة الحديث عن ميلادي العظيم..أنوه الجميع بعيد ميلادي المجيد الذي يصادف اليوم أطاله الله..وأحيطكم علما بأني أستقبل التهاني المصحوبة بالهدايا الثمينة فحسب (بانيميرا وطالع) اعتبارا من الآن وحتى منتصف ليل العام المقبل..أما التهاني غير المصحوبة بالهدايا القيمة فلا داعي لها لأنها جافة وتتعب ريقي في الرد عليها دون فائدة!
لحظة لحظة...لا تصدقوا..أعني صدقوا أنه عيد ميلادي المجيد ولكن لا تصدقوا مسألة الهدايا..يكفي زيارتكم واستقطاع وقتكم الثمين لقراءة سطوري..فهي أعظم هدية (يا عيني علي)..واسمحوا لي على العودة لممارسة هواية الاستعباط المتفشية في البلاد..وإن كان دمي ثقيلا-مثل كل مرة!- فأيضا عدوّها..كيفي عيد ميلادي:P
__
وبمناسبة حديثي باللهجة المتعالية المعتادة لأصحاب التسعات الثلاثة (التعريف: مجموعة من المعتوهين يعلنون انهم حصلوا على نسبة 99,9% في الانتخابات الرئاسية) فلدي تساؤلات عميقة حول سر غضب الشارع العربي مؤخرا...ترى لماذا؟ ها؟ ما تستحون؟ أيها الشعوب الخائنة..ألا تخجلون؟ ظلم؟ وفرنا لكم كما من الظلم مايكفي شعوب الأرض بأكملها..تخلّف؟ نحن سادته وأسياده..فساد؟ لدينا منه ثروة تكفي 300 ألف عام.. ماذا تريدون أكثر؟ لن أطيل في النعم المتوافرة لديكم أكثر حتى لا اتهم بالغرور والعياذ بالله!
لكن أيتها الشعوب العربية..احمدي الله أنك تجدين قوت يومك..أحيانا!
طبعا حديثي لازال على لسان أصحاب التسعات الثلاث..
__
أعتقد أن كافة الشروط المطلوبة لتعيين معظم الوزراء خلال السنوات الأخيرة تنطبق على شخصي المتواضع..لذا أرجو من سمو رئيس الوزراء المقبل ألا ينسانا في عيد ميلادنا المجيد بهذه الهدية..أعني الحقيبة الوزارية..وإنتا كريم واحنا نستاهل..طال عمرك!
__
وفق عادات الغرب المتقدم (نعنه الله)...فإن للمرء في عيد ميلاده أن يتمنى أمنية لتتحقق له خلال العام...
وقد يستغرب الكثيرون من أمنيتي التي أعلم أنها لن تتحقق منطقيا...لكنني حقا أتمنى ان أكون أخطبوطا!
ليس لأن لديه الكثير من الأيادي التي ستساعدني على إنجاز الكثير من الأعمال والمهمات المتراكمة فوق رأسي...بل لأن المعلومة العلمية التي أعرفها (وأتمنى أن تكون صحيحة) هي أن للأخطبوط ثلاثة قلوب!!
أما لماذا أريد من القلوب ثلاثة..فلإن واحدا لم يعد يكفي...منذ عام أو أكثر بقليل احتجت إلى قلبين آخرين...
قلب أول لكوثر...وثان لزهراء...وثالث لحوراء...لا حرمني الله منكن بناتي...وجلعني أنظر إليكن دائما في أفضل وأحسن الأحوال حتى تصعد روحي إلى السماء...
__
قد تكون المسألة لمن لم يصل إلى سني بعد أمرا مجهولا...حتى من وصلها قد لا يكون عاش ذات شعوري...لكنني أشعر أني بلغت من العمر أرذله...وبلغت من السنين عتيا...هرمت وما انا بعمر هرم...وارتسمت التجاعيد على وجهي وما لمن بمثل عمري تجاعيد...وغزا الشيب شعري كما يغزو الأخضر الأرض مطلع الربيع...لكنه حتما ليس الربيع...فما فوق رأسي مائل إلى البياض...وكم من معيّرة بالشيب وهو وقار!!
__
رسالتين أود انتهاز الفرصة لتوجيههما عبر هذه التدوينة...الأولى للفنان داود حسين...التقينا قبل قليل على مدخل وزارة الإعلام...وصلت قبلي بلحظة...لكنك توقفت بسيارتك الكبيرة...وقلبك الكبير...وأشرت إلي بالدخول قبلك إلى الوزارة...تبادلنا الابتسامات والإصرار على أن يدخل الطرف الآخر أولا...وفزت بفضل تواضعك وخفة دمك فدخلت قبلك...متأكد أنك تصرفت -وأنت الذي لا تعرفني شخصيا- وفق أخلاقك الحميدة ولم تفعل أمرا غير معتاد..لكني فقط أردت شكرك لأن مثل هذا التصرف والابتسامة هو جل ما يرغب مثلي بالحصول عليه كهدية في هذا اليوم...والآن فقط عرفت لماذا بعض الناس يحظون بحب شعبي عارم وسط الجمهور...ويبقون كبارا وإن غابوا عن الشاشة...
أما الرسالة الثانية فهي لنجم نجوم المخترعين العرب...الكويتي صادق قاسم...ما تفعله فخر لوطنك وجيل الشباب فيه تحديدا...وفقك الله في معرض جنيف الدولي...وكافة المناسبات الأخرى التي تشارك فيها كمخترع علمي يرفع راية الكويت عالية...وأملي أن نراك يوما في مكانة مرموقة لم تطرأ على ذهن أكثر المتفائلين...
__
في النهاية...أعلم أني مقصر في حق المدونة وقراءها الكرام كثيرا...وأن الخاسر الأكبر هو أنا...لكن الظروف تجبرنا أحيانا على فعل مالا نحب...كذب من قال أننا نستطيع أن نكون دائما أقوى من الظروف...فالإنسان يكون أحيانا أوهن من بيت العنكبوت...
لذا عذرا على الغياب...وعذرا على "القرقة" اليوم :)