بعد أن كان الوالدان خير قدوة في الحوار الراقي
أمهات يتحولن إلى مدربات مصارعة .. وآباء يفتخرون بعنف أبنائهم في الديوانيات!
.
.
.
أحمد الحيدر:
.
لم تكن الأم الكويتية قديما ، وحتى كبيرات السن منهن حاليا ، بحاجة للجوء إلى التوجيه أو النصح المباشر عند تربية أولادهن أو تثقيفهن ناحية عدم جدوى لغة العنف وتخلف وسيلة الضرب والمشاجرات في حل أي خلاف ، فقد كانت إحداهن تكتفي باتباع منهج حكيم يحرك مجرى الأسئلة في ذهن الطفل ويدفعه للاعتقاد الذاتي بسخف لجوئه للعنف ، وذلك رغم عدم تمتعتهن كما أمهات اليوم بقدر عال من التعليم النظامي ، إلا أن مدرسة الحياة كانت مناهجها أفضل بمراحل مما هي عليه اليوم .
.
على سبيل المثال ، كانت الأم تلجأ إلى أغنية بسيطة الكلمات واللحن وذات بعد ساخر بعد فض المشاجرات بين أبنائها تقول فيها " تهاوشو القطاوة .. على سبة حلاوة " ، ما يحفزهم على التفكير بسبب رؤية والدتهم لهذا العنف على أنه شيء "تافه" ولا يمثل حلا نموذجيا ، فيشبون على لغة حوار أرقى ومستوى أرفع من الأدب .
.
ولكن ، هل لازال الوالدان والأم تحديدا يلعبان ذات الدور التوعوي ؟ وإذا كانا كذلك لماذا إذن تنامت ظاهرة العنف في البلاد بين الأطفال والمراهقين إلى حد وصلت فيه إلى جرائم قتل متعمدة ؟
.
الواقع يجيب أن الأوضاع تغيرت كثيرا ، فعدد غير قليل من الأمهات بتن يحثثن أبناءهم وبناتهن على اللجوء إلى العنف حتى ينالوا حقوقهم ، والتوجيه يبدأ من مرحلة رياض الأطفال ، فلم يعد أمرا طبيعيا لدى هؤلاء الأمهات أن يشترك طفلهن في "هوشة يهال " ، ولابد أن تؤهله ليرد الصاع صاعين بل ويبدأ المعركة إن لزم الأمر ، فتتحول إلى مدرب مصارعة وتطلب من فلذة كبدها إجادة كافة أنواع القتال !
.
ولا يختلف الأمر كثيرا عند بعض الآباء ، بل يتعداه ليصل إلى مرحلة التفاخر بإنجازات ولده " الهواشية" العظيمة ، فيروي بطولاته أمام رواد الديوانية وكأنه يتحدث عن فتح القسطنطينية !
.
ويشير أحد المدرسين العاملين في وزارة التربية بهذا الصدد أنه استدعى ولي أمر طالب اشترك في مشاجرة دامية في المدرسة ، فلما حضر الأب كان السؤال الأهم بالنسبة إليه هو "ولدي طق ولا انطق؟" ، ولما كان رد المدرس أن ولده اعتدى بالضرب المبرح على زميله ولذا تقرر فصله قال بكل تبجح "كفو والله ولدي .. أكيد هذاك غلط عليه وأدبه"!
.
ولا يبدو الأمر أفضل حالا في مدارس الفتيات من حيث انتشار ظاهرة العنف ، إلا أن الفارق الوحيد هو أن الكل يريد "الستر" وفق مفاهيم العادات والتقاليد ، فلا قضية يجب أن تسجل ولا إعلام يجب أن يعرف ، بل يجب أن يتم "طمطمة" كل شيء درء لتشويه السمعة !
.
ولأن كل شيء في الكويت يمكن أن يحور إلى غير مغزاه ، فإن الكثير من الحقائق يتردد الباحث والمهتم في نشرها أو حتى الإشارة إليها ، فيفضل اتباع منهج النعامة (دفن الرأس في الرمال) على إطلاقها ومواجهة تهم العنصرية أو الطائفية أو الفئوية ، منها على سبيل المثال لا الحصر التطرق للفئة الأكثر وقوعا في المشاجرات بين فئات المجتمع أو تحديد ارتفاع نسبتها في مناطق معينة دون أخرى ، وهي كلها قد تفسر بأنك تقلل من شأن فئة ما أو تنتقدها دون وجه حق ، ولكن كيف السبيل إلى العلاج إذا لم نكن شفافين كفاية في التشخيص ؟
.
نهاية ، لا يختلف اثنان على أهمية الدور التربوي في غرس قيم التهذيب والرقي في التعامل والحوار منذ الصغر ، إلا أن المعضلة تكمن في حقيقة أن "فاقد الشيء لا يعطيه " ، والمعضلة الأكبر إيمان البعض بأن هذه اللغة هي حقا من يجلب الحقوق في دولة القانون .. الكويت .
__
نقلا عن "القبس"
هناك 25 تعليقًا:
مساءك خير وبركه ...
اجد في مقالك جانب واقعي نعيشه...
ومنهج خاطيء يتبعه البعض...
لكن برأيك ماهو العلاج؟
أعجبتني جملتك فاقد الشيء لايعطيه...
فعلاً..اتفق معك....
شكرا من القلب لكلماتك
امتناني
تنصحنا نسلِّح عيالنا يعني للمدرسة ؟
بنتي بتداوم شهر تسعة و قاعد احاتي
"الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق."
يبدولي أن تلك المدرسة صارت تتخذ مبدأ العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم...آه لو نتعلم كيف أنه لا يمكن محاربة النار بالنار وأن الخطأ على الخطأ لا ينتج الصواب.
الأول تحول
والله يرحم الماضى
تحياتى
سلة ميوة :
مساؤك نور وكرامة ..
العلاج برأيي المتواضع يكمن في توافر رغبة وإدارة حقيقية للدولة ..
فالمشكلة تأتي في صياغ حزمة واسعة من المشاكل الناجمة عن سوء الإدارة .. بكل أسف
أما الحلول الفردية الأصعب فتكمن في تحكيم الآباء والأبناء لاسيما الشباب منهم عقولهم عند تربية أبنائهم في هذا الجانب ..
لا شكر على واجب ..
تحياتي .. وتقديري
ma6goog :
الله يخليها لك انشالله :)
سلحها بالوعي والمعرفة .. والله يوفقها ويوريك ياها بأعلى المراتب يا رب :)
تحياتي ..
seema* :
وهذه هي المشكلة ..
إذا كان رب البيت للدف ضارب .. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص
تحياتي ..
panadol :
الله يرحم الماضي .. ويستر من المستقبل ..
تحياتي ..
لتربية
هي الأساس
يابو كوثر
خصوصا الان وعلى قولتنا صار الوقت يخرع
فالجهد مفروض يتضاعف
وللاسف ..الام والاب..لاهين بكل شي واي شي الا عيالهم
ما عدا من رحم الله
تحياتي
أسلوب تربية خاطئ بالفعل،
ولكن إذا كنت تشير إلى حادثة القتل التي حدثت قبل فترة بين الطالبين أمام باب المدرسة،، فأقول أني أعرف أخوات القاتل في مراحل دراسية سابقة، وكن في غاية الأدب والاحترام، ومظهرهن يوحي بتربية سليمة
أحيانا تتحكم الظروف الخارجية بالأمور،
هو ابتلاء لذوي الطرفين
التعلم فالصغر كالنقش على الحجر
بس الزمن تغير و تفكييير الواحد تغير واللي مايآخذ حقه يعني ضعيييف
و معتقداااتهم هيه البقاء للأقوى
:S
المقوع الشرقي :
صدقتي والله ..
وبعدين لي صار شي يقولون "ليييييش؟ "
الله كريم ..
BookMark :
حدثة القتل ما هي إلا انعكاس وحالة فؤدية ضمن حزمة حالات كثيرة مشابهة تشكل ظاهرة ..
للأسف العنف منتشر بالكويت على كافة المستويات .. بس المكابرة تمنع البعض من الاعتراف .. والمصالح تدفع المسؤولين لتهوين المشكلة ..
تحياتي ..
daloo3a :
ومع الأسف الواقع يؤكد أحيانا هذه المعتقدات .. فتصير اهي القاعدة ..
تحياتي ..
فعلاً
واقع مؤسف, ربما الناس تغيرت وتحولت الى ما لا أعلم كيف أصنفه ..
السلام عليكم :)
فعلا أصبح العنف يغرس في أطفالنا بشكل محزن أرى أن العوامل كثيرة طبعا أهما الأسرة التي أصبحت لاتربى فالطفل كل اليوم أمام التلفاز أو الإنترنت ومع الخدم وبدون رقابة :(
للأسف أصبحت الخادمة هي المربية فالطفل لا يهتم لغياب أمه ولكن كلنا نرى مشهد الوداع في المطار عندما تسافر الخادمة يظل الطفل يبكي ويتأثر كثيرا لفراقها لأيام وبالتالي فهي تأثر على شخصيته بشكل كبير
كذلك التلفزيون والأفلام وحتى الكرتون أصبحوا يحتون على كم هائل من العنف :(
موضوع مميز جدا وظاهرة مقلقة تستحق تسليط الضوء عليها :)
أسفة على الأطالة
ويعطيك العافية :)
الأخ الفاضل :: أحمد الحيدر ::
العنف في الكويت
عنوان جميل والمقال أجمل
الحقيقة أني أرى العنف في كل مكان ..
وفي كل قِطر ترى مشاكله الخاصة ..
فمثلا المشاكل القبلية منتشرة هنا كثيرًا .. والهوشات بين الطلاب بقرش .. بهللة .. ببيزة ..
أخي أحمد أرى أن المشكلة كبيرة جدا
ولإصلاحها . علينا أن نصلح جذور تلك النباتات ..
ودمت بود
ـــــــــــــــ
إذا ما في كلافة
أسعد باستقبال الخنفروش والنساء من الوفرة ورجال من المريخ ،،)
صندوقي البريد 63483 الرمز 31982
السعودية-الأحساء
Mai :
للأسف .. أكيد الناس تغيرت وتحولت وليس ربما .. والأسف ليس للتحول فهو سنة طبيعية .. ولكن لأن التحول تم للأسوأ ..
شكرا على المشاركة .. ودمت بود
كوكتيل :
صحيح .. الأسرة تلاشى دورها بشدة لصالح الوسائل الإعلامية والخدم ..
والمشكلة أن معظم الأمهات يعتقدن أن هذا الكلام لا ينطبق عليهن !
تحياتي .. وشكرا على المشاركة المميزة ..
محمد سعد القويري :
مرورك الأجمل أخي الفاضل ..
وكما تفضلت .. الظاهرة آخذة في التزايد في مجتمعاتنا .. وعلينا البحث جذريا في الأسباب ..
المهم أن يستوعب المسؤولون خطورة المشكلة .. فلا يستصغرونها ..
..
بالنسبة للكتب أتمنى أن تتقبل اعتذاري الشديد عن عدم إرسالها مسبقا .. فالانشغال والنسيان ألهياني عن ذلك .. ويشرفني أن أرسلها وأترقب رأيكم الكريم فيها :)
تحياتي .. وخالص تقديري
الناس صارت
مب مطمنة من بعضها
كلن مستعد للهجوم
بكل وسيلة متاحة
ما يهم اذا كانت مشروعه ولا
لا......
نسوا او تناسوا
أخطر سلاح..!!!
هلنا قبل علمونا
ووصونا عليه..
الاحترام والتقدير
والأهم
الحب والتسامح
صحيح فاقد الشيء لايعطيه
بس ممكن
نمسك بأيده ونعلمه
وأكيد أكيد بيطور.
تسلم ويسلم قلمك
الله يوفقك
خاطراتي :
الله يسلمك ويوفقك يا رب ..
الاحترام والتقدير والحب والتسامح كلها عند البعض صارت قيم بالية وعفى عليها الزمن .. بكل أسف ..
تحياتي وتقديري للمشاركة القيمة ..
زور مدونتي ^^
daloo3a :
زرتها والله .. بس حاضر أكرر الزيارة :)
شركة تاج للتنظيف بالدمام 0551844053
شركة تنظيف بالدمام
شركة رش مبيدات بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالدمام
شركة تنظيف شقق بالدمام
شركة تنظيف فلل بالدمام
شركة رش مبيدات بالخبر
شركة مكافحة حشرات بالخبر
شركة تنظيف سجاد بالدمام
شركة مكافحة حشرات بالاحساء
شركة مكافحة النمل الابيض بالاحساء
شركة مكافحة حشرات بالجبيل
شركة تنظيف سجاد بالجبيل
شركة مكافحة النمل الابيض بالجبيل
شركة تنظيف منازل بالجبيل
شركة مكافحة النمل الابيض بالدمام
شركة تنظيف مجالس بالدمام
إرسال تعليق